ما شهد للإسلام؛ مثلُ دمٍ

ما شهد للإسلام؛ مثلُ دمٍ أرخصَ صاحبُه سفكَه؛ ابتغاء مجده.

إن أعجب شأن الشهيد -وشأنه كله عجبٌ- بذله ما يشهد لما يغيب.

وإن أوفى وفائك لشهيدك؛ ثباتك -من بعده- على دينٍ جمعكما الله فيه.

تقبلكما الله حبيبيَّ الرضيَّين؛ أبا أنسٍ، وأبا أروى؛ في أسعد الشهداء.

واجعل فطورهما في حورٍ عين، على خمرٍ لذةٍ، بطواف ولدانٍ مخلدين.

وهبْهما بأول رمضانك؛ من أكبر رضوانك؛ أوفى ما وعدت الشهداء.

واخلفهما في أهلٍ وولدٍ -آمنَ مستودَعٍ- بأنعم ما خلَفت مصطفَيك الأبرار.

واجمعنا بهم -بالغين ثأرهم- رائين وجهك -على كثبان المسك- يوم المزيد.

أشهد بك اللهم الشهيد؛ لكل شهيدٍ أشهدتنيه؛ على نقاء صدره، وكريم همِّه.

هاتان اللتان بلغت بكم أيها السادة، وهاتان اللتان لا نستطيع.

رأيت الشهداء في علمٍ وعملٍ يتباينون؛ أما على هاتين فأشباهٌ متفقون.

ما أرخص الحياة إلا بلاغًا من الله ورسالاته! ما أغلى الموت في سبيل الإله!

بلِّغنا اللهم ثأرهم وأسرانا والمستضعفين، يدَك فوق أيدينا يا متولي الصالحين.

وأعدنا لقتال الكفرة الفجرة قاتليهم؛ فلا تجمعنا -إذًا- نزاعة الشوى.

أضف تعليق