لما كان ما كان من إغلاظ الأخ الشيخ محمد الأزهري الحنبلي؛ في جوابه على أختٍ سائلةٍ، ووقفت على هذا الجواب بنفسي؛ أنكرته إنكارًا شديدًا، ثم وقعت على منشورٍ لأستاذٍ حبيبٍ كريمٍ؛ ينكر على الأخ محمدٍ خليقته هذه في جوابه؛ فعجِلت بالإعجاب بمنشوره قبل إتمام قراءته.. علم الله، ثم تبين لي -بعدُ- أن فيه بعض سبٍّ للأول؛ فرفعت إعجابي عنه.
ولقد كان الواجب علي -قبلُ- التروي في الأمر كله؛ سيما وأنه جرى بيني وبين أخي محمدٍ -قديمًا هنا- بعض توددٍ وتلطفٍ؛ فكان خليقًا بي -مع حفظ حق الله والإسلام- حفظ هذا، والإنكار عليه بما يسوغ.
فأنا أعتذر -أولًا- إلى الله ورسوله، ثم إلى نفسي وأخي.
ولعله لا يبلغه هذا؛ لحظره إياي في إثره؛ فليبلغه عني كريمٌ.
وما أنساني التعجيل بهذا البيان؛ إلا الشيطان الرجيم، لا عن قصدٍ.
ذلك؛ وإنني لا أزال أنكر على أخي؛ بعض طريقته في هذا الباب، وفي بابٍ أعم منه وأعظم؛ أشرت إليه -هنا- إشاراتٍ، وأفصِّل فيه -إن شاء الله- قريبًا.
وليس فيما أنكر عليه -صانه الله وزانه- ما يشغب به كثيرٌ من مخالفيه عليه؛ في بعض الاختيارات الفقهية، ولا في مسلكه فيها؛ فإنه مما يُعرف فيه ويُنكر، ويُؤخذ منه ويُرد، بل لعله أهدى فيها -على الجملة- من جمهرة المخالفين.
ربنا جرِّد قلوبنا لك تجريدًا، وعبِّد نفوسنا لك تعبيدًا، واملأ كلًّا لك توحيدًا.