“فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ”، “وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ

“فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ”، “وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ”.

أعرف -من أخي الدكتور حسام محمد- وأنكر، وأوافق وأخالف؛ شأنه شأن جمهرة أحبتي هنا، الذين يغلب عليهم الخير فيُنسبون إليه.

تريدُ مهذبًا لا عيبَ فيهِ ** وهلْ عودٌ يفوحُ بلا دخانِ

وبيني وبينه -صانه الله وزانه- تناصحٌ قديمٌ في مراسلاتنا.

وهو -على الجملة- يُرَدُّ إلى دينٍ، وإلى عقلٍ، وإلى أدبٍ.

وإنَّ حظَّ المسلم -من ولائنا- بإسلامه؛ أوفى مما تُنقصه المخالفة.

خبر الله -علا وتعالى- أنني ما راجعته في شيءٍ؛ إلا شهدت خيرًا.

وقد قام لله في الإخوان وأنصارهم، وفي البراهمة وأنصارهم، وفي الغلاة وأنصارهم؛ قام لله فيهم -على الجملة- بعلمٍ وعدلٍ.

أصاب في هذا وأخطأ، وبالغ فيه ووكس، وأحسن فيه وأساء.

هذه مقالة غير المتحيز إلى هؤلاء جميعًا، أما المتحيزون فمُجحفون.

ومن عرف معروفه برَّ، ومن أنكر منكره برئ؛ لا وكس ولا شطط.

لكنِ القولُ بأنه طابورٌ خامسٌ، ومخبرٌ، ومراهقٌ، وغبيٌّ، ونحوه؛ فسَفَهٌ.

وبعض هذه التهم مُفَسِّقٌ أصحابها مُسْقِطٌ مروءاتهم؛ حتى يثبتوها.

ولقد وقفت عليها -من أهلها- بنفسي؛ في منشوراتٍ وتعليقاتٍ.

حتى بتُّ أحذر هؤلاء الإخوة على نفسي؛ إذا غضبوا -يومًا- علي.

ومن عجبٍ أن بعض أحبتي يعرفه وثيقًا! وكان بينهم ودٌّ كريمٌ!

ولعل محبه ينكر عزو المنكر إليه؛ غُلُوَّ الهوى.

ولعل شانئه ينكر الذود عنه بالحق؛ جَوْرَ الغضب.

ذلك، وإنني أوصي أخي حسامًا وأحبتي مخالفيه؛ بالإخلاص لوجه ربٍّ إليه الرُّجعى، وبالتسديد والحكمة ابتغاء الحسنى، وبالرفق والمرحمة رجاء القربى.

ومن حدثكم أن ليس بينكم -سفرةً بررةً- ما تجتمعون عليه؛ أرداكم.

وفي جراحات إسلامنا، وانتهاك حرماتنا، وجريان دمائنا، وقيود أسرانا، ودموع يتامانا، وأنين ثكالانا، وفاقات المؤمنين؛ شغلٌ لنا شاغلٌ.

إنْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا ** عذبٌ تحدَّر من غمامٍ واحدِ

أوْ يفترقْ نسبٌ يؤلفْ بيننا ** دينٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ

ربنا اهدنا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيء الأخلاق والأقوال والأعمال؛ لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

سلام الله على الطيبين ورُحماه، في صون أمنه وحرز حماه، على حُبور نوره وسعد رضاه، إلى جواره الأنعم وطوباه.

أحبكم.. يحبكم.. محبكم.. حبيبكم.. من قلبٍ -يراه الله- وَجِعًا.

أضف تعليق