قالوا:
أُناسٌ أعرضوا عنا ** بلا جُرمٍ ولا معنى
أساؤوا ظنهمْ فينا ** فهلَّا أحسنوا الظنا
وخلَّونا ولوْ شاؤوا ** لعادُوا كالذي كنا
فإنْ عادوا لنا عدنا ** وإنْ خانوا لَمَا خنا
وإنْ كانوا قدِ استغنَوا ** فإنا عنهمُ أغنى
وقالوا:
أتتركُ منْ تحبُّ وأنتَ جارُ ** وتطلبهمْ إذا بعُدَ المزارُ
تركتَ سؤالهمْ وهمُ حضورٌ ** وترجو أنْ تخبِّركَ الديارُ
وتبكي بعدَ نأيِهِمُ اشتياقًا ** وتسألُ في المنازلِ أينَ ساروا
فنفسَكَ لُمْ ولا تلُمِ المطايا ** ومُتْ كمدًا فليسَ لكَ اعتذارُ
وقالوا:
تطوي المراحلَ عنْ حبيبكَ دائبًا ** وتظلُّ تبكيهِ بدمعٍ ساجمِ
كذَبتكَ نفسُكَ لستَ منْ أحبابهِ ** تشكو البعادَ وأنتَ عينُ الظالمِ