لئن تفجَّع من النفس -بما اقترف طواغيت السعودية في البلاد والعباد- جانبٌ؛ فلقد استبشر منها -برأفة الله ورحمته- جانبٌ. أجل يا عباد الرحمن الفطناء؛ لقد طال تستر جُمَلٍ من الكفر والخيانة والظلم والفساد تحت غِلالةٍ رقيقةٍ من دينٍ متينٍ، دينٌ ما بعث الله نبيه -في جزيرة العرب- إلا ليجتث أشجار هذه الخبائث جمعاء من فوقها ومن فوق الأرض كلها، ذلكم الدين الخالص فأنى يؤفكون؟!
وضع هذا الحجاب الشفيف على جسد السلطة الكثيف -بمكر الليل والنهار- كفارٌ ومنافقون، حتى آن -بحكمة عزيزٍ حميدٍ- أن تتكشف سوآته للعَيَان، وأبرم الله -حَكَمًا ديَّانًا- ما نقض إبرامَهم، وأصبح للعالمين جليًّا ما بات عن الشاردين خفيًّا؛ أنه لم يكنٌ أمرٌ حتى يكون له وليٌّ، وأن أولئك الموالين -في صورة الأمر- بعضَ فروع الإسلام ليسوا -على حقيقته- سوى معادين لأصوله، وأن سقاية بطون الحاجِّ لم تكن إلا خطة شيطانٍ عربيٍّ لإظماء قلوبهم، وأن عمارة المسجد الحرام لم تكن إلا مكيدة شيطانٍ أعجميٍّ تخريبًا لعقائد أهله، وأن النسبة إلى ابن عبد الوهاب الخارج على بعض الشرك كانت لإدخال الناس في جميعه، وأن رفع مآذن الحرمين المشعََّة لم يكن إلا لمواراة قباب قواعد أمريكا المعتمة، وأنه لا يفعل بالبلاد محتلٌّ أجنبيٌّ عنها ما يفعل بها وغدٌ عاقٌّ منها، وأن موت أبي جهلٍ بمكة زعمٌ ووفاة ابن سلولٍ بالمدينة دعوى، إن يكونا مقبورين فمن يملي “مذمَّم بن هلكان” ما يقول؟!
آمنا بالله عليمًا؛ له الحمد بما دبَّر لدينه؛ ليحق الحق ويبطل الباطل، ويهلك من هلك عن بينةٍ ويحيا من حيَّ عن بينةٍ، “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”، سبحان المقيت! يختار لكل شيءٍ ميقاتَيْه الزمانيَّ والمكانيَّ الفاضلين، تبارك الحكيم؛ الشرُّ ليس إليه، كل قضائه خيرٌ، وهو اللطيف الخبير.
أَجِرْ جيراننا -يا رجاءنا- من جور الجائرين، وأيقظ بشرِّ أعدائك خيرَ أوليائك، وهيِّء لطُغمة الحكم الجبارين عصبة جندك المفلحين، وبارك على حرميك العتيقين وحولهما؛ أنت العزيز الرحيم.