سوى لذَّات الإيمان بالله والإحسان إلى خلقه؛ لا تصفو في الدنيا كلها لذةٌ؛ لكل مغنمٍ مغرمٌ، المأكل والمشرب والمنكح والملبس والمسكن والمركب وسائر اللذائذ؛ ما صفا من وجهٍ كدِر من وجهٍ آخر.
من عرف هذا لم يضق بالحياة ذرعًا، وطاب له التنعم فيها على قدرها؛ فلم يبخس أطايبها أشياءها، ولم يرجُ منها ما لم يكتبه الله لها، ومن جهله أو تجاهله فمسكينٌ؛ ألمه في لذته، وشقوته في سعادته.
وإنما كمال اللذات وتمام التمتع بها في دار السلام؛ تلك التي صان الله نعيمها عن الزوال، وسلَّمه من الكدر؛ وكيف يزول وداره دار الخلود؟ وكيف يكدِر وهو ترفيه الطيب الودود؟ جعلنا الله لها أهلًا.