تواصيًا بالحق والمرحمة؛ “هَذَا بَيَانٌ

تواصيًا بالحق والمرحمة؛ “هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ”، “إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ”، “فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا”.

نذكِّر -حسبةً لله ورسوله- كل من أيد خنثى الطواغيت هذا -لعنه الله وأمكن منه- ساعةً من نهارٍ أسود من المنتسبين إلى الإسلام! بالتوبة النصوح إلى الله -جلَّ جلاله- والإنابة إليه؛ لِمَا عظُم به وبسادته وجنده من أنواع الجنايات على البلاد والعباد؛ في الدين والأنفس والأعراض والأموال وغير ذلك.

وقد أعلم أن كثيرًا من مؤيديه يعبدونه بالرَّغب حينًا وبالرَّهب أحيانًا -كسائر عباد الطواغيت- فلا أقصدهم بتذكيري، كما أعلم أن منهم طواغيت مثله، قَدَرَ هو فأظهر وعجز من عجز منهم فأَضْمَرَ؛ فلا أقصدهم بتبصيري، لكن أقصد العامة الذين ضلوا في أمره -بما كسبت أيديهم- عن سواء السبيل.

تلك التوبة التي يقبل الله -علا وتعالى- عنهم إذا جاءوه بها؛ هي إمساكهم عن تأييد الطاغوت باطنًا وظاهرًا، وندمهم على ما أحدثوه -به- في الإسلام وأهله من الخزي العظيم، وعزمهم على ألا يعودوا لما نُهوا عنه من موالاة الكافرين والمفسدين، وإحداثهم الخير بعد الشر -من جنسه- ليقوم عند الله وعند الذين آمنوا مقامه. وإن أحسن ما يأتون من الخير أمران؛ أولهما: دعوتهم من يليهم من أهليهم والناس إلى معاداة هذا الطاغوت ونظامه والسعي في الثورة عليه، والثاني: معاونة من ناله من المسلمين من طغيانهم وإفسادهم بما يستطيعون. من فعل ذلك فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم؛ إن الله كبيرٌ كريمٌ.

أضف تعليق