المواعظ ضيوف الرَّحمن؛ طوبى لمن أحسن ضيافتها.
تأملْ سطورَ الكائناتِ فإنها ** منَ الملكِ الأعلى إليكَ رسائلُ
وقدْ خَطَّ فيها لوْ تأملتَ نقشَها ** ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ
ما أتاك من مواعظ الله في يقظةٍ؛ فاقدره قدره؛ آيةٌ من آياته يُسمعُكَها، قدرٌ من أقداره -تعالى- في نفسك أو في غيرك، حتى العُطاس يشاؤه الله -رؤوفًا رحيمًا- وأنت تعصيه؛ موعظةٌ من مواعظه سبحانه، تقول لك: احمد الله؛ احمد الله على قوتك فلا تعص الله بها، احمد الله على عافيتك وخذ منها لبلائك.
وما أتاك من مواعظ الله -جلَّ جلاله- في منامٍ؛ فأنزله منزلته؛ “الرؤيا” من الله -مبشِّرةً أو منذرةً- موعظةٌ من الله تشكر لك قربك منه فتستزيد، “الحُلم” من الشيطان موعظةٌ من الله تذكرك بعدك عنه فتقترب، “حديث النفس” موعظةٌ من الله تكشف لك شيئًا ما بقلبك -وإنه لمحلُّ نظر الله- فتراجعه.
ألا إن من أحسن ضيافة مواعظ الله؛ والاه بأخواتها، ومن لم يفعل فليستدرك بالله؛ إنه غفورٌ شكورٌ.