#في_حياة_بيوت_المسلمين. قال: أحببت يا أبت؛

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

قال: أحببت يا أبت؛ حتَّى نسيت في جزئيَّات من أحبُّ كلِّيَّاتي، ثمَّ جازاني بنسياني!

قال: أمَّا الأولى يا بنيَّ؛ فمن علَّمك أنَّ الحبَّ لا يكون إلَّا إفناءً للنَّفس في المحبوب! إنَّما ذلك لله؛ فإنَّ حقَّ العبوديَّة ألَّا تبقى لغيره فيك بقيَّةٌ، فأمَّا من النَّاس فالحبُّ نفعٌ وانتفاعٌ، وإمتاعٌ واستمتاعٌ؛ في باطنٍ وظاهرٍ، والمحبُّون على إفناء نفوسهم يفنى حبُّهم أو يفنَون هم، وقد خلق الله الحبَّ للحياة والإحياء.

لا أقصد به -يا بنيَّ- أن يكون نفعك مشروطًا بانتفاعك، ولا أن يكون استمتاعك أوفى نصيبًا من إمتاعك؛ فإن الحبَّ أن تؤثر حظَّ محبوبك منك على حظِّك منه؛ لكنَّ من يستحقُّ قلبك تستحقُّ رعايته.

وأمَّا الأخرى؛ فإنِّي لا أعجب منها عجبك؛ فإنَّ كلَّ مملوكٍ مملولٌ، وكلَّ محجوبٍ مطلوبٌ، ومن أرخص نفسه زهَّد فيها، بذلك مضت سنَّة الله في الخلق؛ حتَّى أولئك الباذلين نفوسهم لمن يحبُّون.

يا بنيَّ؛ لا حبَّ بغير ذلٍّ؛ لكنْ من صاحبيه جميعًا، فإن فعلا جمعهما الله على بساطٍ من العزِّ كريمٍ.

أضف تعليق