قال: لا حرمني الله مرحمتك

قال: لا حرمني الله مرحمتك يا أبتِ؛ تحدثني نفسي كثيرًا -ظلومةً جهولةً- أن الله لا يهديني!

قال: كلما حدثتك نفسك -حائرةً عاجزةً- بذلك؛ فحدثها بأن الله هدى عبدًا من عباده -وهو غادٍ لقتل أكرم أنبيائه عليه- عمر بن الخطاب، وهدى خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهلٍ وقد فعلا بنبيه وأصحابه -يوم أحدٍ- ما فعلا، وهدى عمرو بن العاص وقد سافر إلى الحبشة ليؤلِّب النجاشيَّ على من عنده من أصحاب رسوله المستضعفين، وهدى غيرهم -سابقين ولاحقين- بعد فظائع شنعاء اقترفوها.

يا بني؛ إن لله في الهداية آياتٍ كبرى، وإنه لا تنفعه طاعة من أطاعه مهما حسُنت وجلَّت، ولا تضره معصية من عصاه مهما كثُرت وعظُمت، وإن هدايته أوفى رحمته، وقد وسعت رحمته كل شيءٍ.

يا صنعة الله؛ قد خلقك الله للسعادة، فما يفعل بعذابك إن شكرت وآمنت؟ يا بني؛ لا تسئ الظن بالله.

أضف تعليق