أغلق صفحتي أيَّامًا؛ لكنْ أريد قبل هذا أن أقول شيئًا، وأن أوصي بشيءٍ، وأن أسأل عن شيءٍ.
فأمَّا القول؛ لئن كان أحبَّ النَّاس إلى قلبي -فيما مضى- المساكين؛ فلقد صار حبُّهم -اليوم- بقلبي أضعافًا مضاعفةً، وإني لمَن يطلب قربهم ويشتهي وصالهم؛ ما أفقرني إليهم وما أغناهم عني!
وأمَّا الوصيَّة؛ فقراءة هذا الكتاب وأخيه “المشوِّق إلى القرآن”، لصاحبهما القرآنيِّ -أحسبه كذلك- أخي عمرو الشرقاوي؛ بارك الله عليه وغفر له، توزِّعهما “المكتبة العصريَّة” بمعرض الكتاب.
وأمَّا السُّؤال؛ فعن شأن أخٍ كريمٍ لا أعرفه؛ غنَّى -محسنًا إليَّ متكرِّمًا عليَّ- قصيدتي “أشيعوا الودَّ بينكمُ”، ووضع -متفضِّلًا- رابط غنائه الطَّيِّب في تعليقٍ عليها، ثمَّ محاه قبل أن أعلِّق عليه لفرَط انشغالي، ولعلَّه ظنَّ أنِّي غير مبالٍ بمحمود معروفه؛ فلا والله العليم الخبير؛ بل كلُّ إعجابٍ وكلُّ تعليقٍ وكلُّ مشاركةٍ وكلُّ تسديدٍ من كلِّ إخواني على جبيني، وبين عينيَّ، وإنَّه لسترٌ من رأفة الله سابغٌ وفضلٌ من رحمة الله بالغٌ أن يجود مؤمنٌ بالله عليَّ بأيِّ خيرٍ منه؛ كيف بهذا العطاء الجزيل من هذا الأخ النبيل؟! فلئن بسط الله لي في مسامحته فجاد بها عليَّ تارةً أخرى؛ كنت له من الشَّاكرين.
بارك الله مودَّتنا فيه غيبًا فشهادةً، وأنالنا ببركاتها الحسنى وزيادةً؛ أحبُّكم يحبُّكم محبُّكم حبيبكم.