هل أتاك حديث صنعة المجاهدين؟

هل أتاك حديث صنعة المجاهدين؟ صنعة الحياة بالموت؛ يموتون ليحيا العالَمون.

تلك صنعةٌ قَصَرَها المنَّان عليهم، وحَصَرَها فيهم؛ “نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَآءُ”، واسعًا عليمًا.

أيها الراسخون في الأرض الشامخون إلى السماء؛ لو كانت الأعمار توهب لوُهبت لأجلكم؛ رخيصةً لكم نفيسةً بكم؛ أنتم النافعون بالذلة الأولياء، الضارُّون بالعزة الأعداء، حُرَّاس الديار حُفَّاظ الأعراض صُوَّان الأموال حُمَاة الدين، من عقد ذو الجلال والإكرام معكم بيعه وبيعته دون الناس أجمعين.

ما عسعس على الإسلام ليلٌ، ولا تنفس على المسلمين صبحٌ؛ إلا وأنتم أرضى أهل الأرض أعمالًا، وأشبههم بأهل السماوات أحوالًا، أهنأُ المؤمنين في الدنيا عيشًا، وأحظاهم في الآخرة جزاءً، قد أمسى الفرق بينكم وبين جميع من عداكم جسيمًا، “وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا”.

لولا أنتم -أينما كنتم- لكنا أرقَّاءَ أذلَّاءَ صاغرين؛ في علِّيين شبعُكم كما تجوعون، وعند ربكم ريُّكم كما تظمئون، ومن لدنه أمنُكم كما تخافون، ويوم زيارته أنسُكم كما تستوحشون؛ قد أفلح السائحون.

عليكم سلام الله المؤمن السلام، ورحمته وبركاته إلى دار السلام؛ عن أطفالٍ قعودٍ يعرفون أقداركم.

أضف تعليق