أحبوا أشباهكم، صونوا جمال نفوسكم في وصل من يماثلونكم، أنعشوا بقربهم فيكم ما أخمد المُشاقُّون.
كم تشوهت في مخالقة المضادِّين قلوبٌ وعقولٌ! كم تتبدد في مخالطة المعاندين طاقاتٌ وأوقاتٌ!
أيها المُشفُون بقلوبهم على مهاوي الهوى؛ هلموا إلى أخٍ مُمَرَّسٍ مُضَرَّسٍ؛ فؤادي لأفئدتكم نذيرٌ عريانٌ.
ظلم نفسَه عبدٌ أشهده الله المسافة بينه وبين من يحب؛ فلم يعبأ بإشهاد الحق؛ اتباعًا لباطل الحب.
لكل مودودٍ ما يستحق من قلبك؛ فأما المستحق قلبَك -ما أغلى قلبك!- فمن يشبهك وتشبهه.
لو قصد صادق الحب إلى مخالفة محبوبه قصدًا حثيثًا؛ أخطأها؛ “إِلَّا ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى”.
“الأضداد تتجاذب”؛ خذوا منها في المادة -ما شئتم- أو دعوا، أما في المحبة فدعوها، وادعوا لي.
قل لمن يهوى معاكستك ومشاكستك زاعمًا حبك: أنت خير الناس وأنا شرهم؛ لكنَّ “المحبة الموافقة”.
تسعة أعشار عافية ظهرك الذي لا حامل لك غيره؛ أن تضع عنه من أنقضه؛ أولئك الذين لا يشبهونك.