تنبه رحم الله ضعفك؛ 10000

تنبه رحم الله ضعفك؛ 10000 لايك على منشورٍ عن حزنك الشديد لا يعني زواله، 20000 لايك على منشورٍ عن مشكلةٍ كبيرةٍ بينك وبين أحدٍ لا يعني حلها، أحلف لك بالله العليم الخبير على ذلك.

أنا لا أحض كل الناس على كل أحوالهم أن يهجروا كل وسائل التواصل الاجتماعي؛ فبعضها لبعضهم من الضروريات، ولبعضٍ من الحاجيات، ولبعضٍ من التحسينيات، كما لا غنى لنا عن مواساة من نحب وأحيانًا من نعرف، إلى غير ذلك من فوائد هذه المواقع النفسية والوجدانية والاجتماعية.

الكلام هنا عن الهروب الحثيث إليها والانحصار الدائم فيها؛ فلا بد من تذكير نفسي وأحبتي بأمورٍ؛ الأول: ألوف اللايكات الخادعة في حزنك تقعدك عن مواجهة أسبابه، الثاني: شدة تعاطف المحبين معك في مشكلاتك الاجتماعية ليس حكمًا نهائيًّا بأنك المظلوم والآخر الظالم، كما أنه ليس حلًّا لها، الثالث: تتابع إعجابات المعجبين بهذه العددية الضخمة الزائفة صورةٌ سلبيةٌ من صور تفريغهم آلامهم هم كذلك؛ فلا علاقة حقيقية لها بك، الرابع: “الهروب من الواقع إلى المواقع” نوعٌ من أنواع التسكين حتى حينٍ، لكن إذا تمكنت منك مشكلاتك الذاتية أو الاجتماعية -أعاذك الله- لم تسعفك هذه المسكنات، وأعظم ضررًا من هذا ما يُحتمل إصابتك به -بعد فشلها- من الانهيار، بل الفرار إلى الانتحار.

أضف تعليق