في سباق الصور الزائفة الخادعة على هذه المواقع؛ تذكر -يا رحم الله ضعفك- أن لنفسك حقيقةً أخرى تعرفها أنت معرفةً تامةً، ويعرفها المقربون منك بدرجاتهم، لا أعني حقيقتها من جهة فجورها وتقواها فلهذا الشأن موضعٌ آخر، بل من جهة قوتها وضعفها وصحتها وأمراضها وسعادتها وبؤسها.
ليس المراد أن تهتك -هنا- أحوال نفسك في كل أحيانك، ولا أن تعزلها عزلًا تامًّا عن هذه الوسائل، لكن ضيِّق المسافة بين حقيقتك في الواقع وبين صورتك هنا في اتجاه الحقيقة، وخذ من هذه الوسائل لنفسك لا من نفسك لها؛ ما هذه المواقع إلا حارةٌ جانبيةٌ جوارَ طريقٍ واقعيةٍ حقيقيةٍ تغدو فيها وتروح.