#في_حياة_بيوت_المسلمين. اتقوا الرحمة الظالمة؛ تلك

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

اتقوا الرحمة الظالمة؛ تلك التي يجعلها صاحبها في غير موضعها، وإن الله حكيمٌ يحب الحكمة وأهلها؛ اللين حيث وجد المسلم له أهلًا، والشدة حيث وجد المسلم لها أهلًا، “قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”.

امرأةٌ يمعن زوجها في ظلمها بالترك والفعل زمانًا طويلًا، وقد صبرت عليه وأحسنت إليه بكل وسيلةٍ وحيلةٍ، فلم يزده ذلك إلا طغيانًا كبيرًا؛ حرامٌ عليها أن تمكنه من نفسها مزيدًا، ولتدَعْه لا خير فيه.

هذا التمكين للزوج الظلوم الجهول لا يجوز للمرأة لحقوقٍ خمسةٍ؛ حق الله الأعظم ألا يُعصى بالبغي والعدوان، وحق الإسلام ألا تُنقض “عروة العدل” منه بشيءٍ من قِبَلِها، وحق المرأة على نفسها في عيشةٍ راضيةٍ، وحق الزوج أن يُنصر ظالمًا بكفِّه عن الظلم والأخذ على يديه، وذلك تخفيفٌ عن ظهره يوم تُنقض الظهور بالأوزار لو كان يفقه، وحق الأبناء ألا يشقوا بهذه الحال، وألا يرثوا من أبيهم القسوة والجور والأثرة ومن أمهم الذلة والهوان والمسكنة، وما تغنيهم صورة أبيهم إذا فقدوا حقيقتها؟!

يا بيوت الإسلام؛ إذا تعطلت مقاصد الزواج العليا “السكن والمودة والرحمة” تعطلًا، وتحققت أضدادها تحققًا، وفشلت محاولات المعالجة في الزمان الكافي لها؛ ففيم بقاء صورتها مع خراب حقيقتها؟!

إنك لتجد امرأةً ينكِّل بها زوجها تنكيلًا، في نفسٍ وحِسٍّ وما بينهما، حتى ينزف دينها، وتنزف أخلاقها، وتنزف نفسها، وتنزف صحتها، وينزف عقلها، وتنزف عاطفتها، ثم هي لا تحسن إلا الأنين!

يا بنت الإسلام التي تقاسي زوجًا كهذا؛ هذا حرفٌ يعينك على الحكمة والرَّشد، لن يختصم فيك جبرائيل وميكائيل أيهما يكفُّ عنك بطش زوجك إذا لم تنهضي أنت بحقك، فاتقي الرحمة الظالمة.

أضف تعليق