“راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام”.
صار عزو الهم والغم والحزن والكآبة إلى ضعف العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه وأحكامه، وضعف عبادة الله وذكره والاستقامة، وكثرة الذنوب والآثام؛ صار ذلك التفسير العظيم “دَقَّة قديمة”.
تكلمت كثيرًا عن “الاكتئابات المخية” التي جعل الله جانبًا رئيسًا من دوائها في أسباب الطب النفسي (من غير العلمانيين)، انظر أول تعليقين؛ لكن عزل الأمراض القلبية عن طبها النبوي جنايةٌ على القلوب وأهلها في الدنيا والآخرة، وتأمل كلام الإمام ابن القيم -رحمه الله- هذا؛ فإنه غايةٌ في التأسيس:
“فإن صلاح القلوب أن تكون عارفةً بربها وفاطرها، وبأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، وأن تكون مؤْثرةً لمرضاته ومحابِّه، متجنِّبةً لمناهيه ومساخطه، ولا صحة لها ولا حياة ألبتة إلا بذلك، ولا سبيل إلى تلقِّيه إلا من جهة الرسل، وما يُظن من حصول صحة القلب بدون اتباعهم؛ فغلطٌ ممن يظن ذلك، وإنما ذلك حياة نفسه البهيمية الشهوانية وصحتها وقوتها، وحياة قلبه وصحته وقوته عن ذلك بمعزلٍ”.