لا حبَّ من أول نظرةٍ.
الحب تراكُمُ إراداتٍ وأقوالٍ وأفعالٍ.
الحب آثار الظواهر في البواطن، والبواطن في الظواهر.
الحب خارجَ الزواج من الرجل أو المرأة؛ لا يكون إلا بتفريطٍ واستهبالٍ.
إلباسُ العاشق ثوب “فقد الاختيار” تخديرٌ لتقواه؛ إذا نُفِخَ في الصور طار عنه فتعرَّى.
قول القائل: “لا سلطان لأحدٍ على قلبه” -بغير تقييدٍ- دجلٌ وفسادٌ عريضٌ؛ كيف وحسابُ الله عبادَه في الدنيا والآخرة على ما في قلوبهم! فأما قبلُ فليحفظ العبد قلبه من عوادي الشهوات والشبهات بالاحتراز والاتِّقاء كما أمره الله تطييبًا، وأما بعدُ فليستعن العبد ربَّه السُّبُّوحَ القدُّوسَ على تطهير قلبه كما ألزمه مداواةً وتطبيبًا، وما عجز عنه بينهما فغير مُؤاخَذٍ به؛ رحمة الله واسعةٌ، وهو اللطيف الخبير.
ذاتُ زوجٍ تسأل شيخًا! عن محبة قلبها رجلًا أجنبيًّا عنها حتى الرغبة في نكاحه؛ يجب أن تُسأل أسئلةً تتولى هي جوابها بالمرصاد، وأن يُقال لها في تقوى الله ربِّها ويُعاد، وأن يُبسط لها النصحُ في صيانة بيتها ويُزاد؛ لا أن ينعطف المجيب عليها برقَّةٍ باردةٍ ولطافةٍ شنيعةٍ؛ كأنه صاحبةٌ لها تبثها صبابة فؤادها في مجلسٍ، أو أختٌ لها تشكو إليها لواعِج روحها في هاتفٍ! ثم يُثيبك أخو عصبيةٍ غبيةٍ للوغد غمًّا بغمٍّ فيقول: لله حكمة هذا الجواب! تالله لشقاء المرأة بمن سألت أعظم من بلائها فيما سألت.
ليس هذا آخر الزمان؛ هذا شيءٌ بعدَ آخره، لا تزيدك الليالي والأيام من سلف أئمة الإسلام إلا عجبًا! كيف كان اصطبار هؤلاء على مُشَوَّهات الفِطَر! أم كيف حِلْمُ الأنبياء على الذي أدهى وأمرُّ!
رحم الله قلب إمامٍ وَفَرَ وجعُه من غرائب النفوس حتى قال: “من المعضلات شرحُ الواضحات”، ولله شعورُ إمامٍ بغربة عقله بين العقول حتى قال: “هَدْمُ المهدوم تعبٌ، وتحصيلٌ للحاصل يورِث النَّصَب”، وويلَ إمامٍ ضجَّ بما صار الناس إليه بعدما كانوا عليه حتى قال: “فكيفَ يصحُّ في الأذهانِ شيءٌ ** إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ”! ذاك عناءٌ شديدٌ -لمن جرَّب- لا تصلح له إلا نفوس هؤلاء الكبار.
ثُمَّتَ كلمةٌ أخرى؛ ما بقي (أحمد سالم، ومحمدٌ الأزهري الحنبلي، وأبو قيسٍ محمد رشيد)؛ يُعرِّفون أنفسهم -أيقاظًا وهم رقودٌ- بأنهم ليسوا سلفيين، وما بقيت عقدة سلفيتهم القديمة تطاردهم في وعيهم ولا وعيهم؛ فستجتاح منهم كل خيرٍ، وسيتخبطون في هروبهم منها كلٌّ في سبُّوبته التي اختار.
هنالك لا تسل عن “سالمٍ” كلما أحدث أُحدوثةً يقول بها لنفسه -قبل الناس- “أنا مش سلفي متخلف، أنا عصراني ومتمدِّن”، لم أجمع “فتاوى العلماء الكبار في الإرهاب والتدمير” الذي لا أبرأ -اليومَ- إلا من لغته، ولم أؤلِّف “شذرات البلاتين في سير العلماء المعاصرين” قبل أن أرميهم بنقائص العالمين.
ولا عن “الحنبلي” الذي لو نطق البث المباشر لقال له: ألعن عنك السلفية؛ وتكُفُّ بثَّك عني!
ولا عن “أبي قيسٍ” الذي لو سمعه كافرٌ من الجاهلية التي يتعشَّق شعرَها -وهو يثني على جيش الطاغوت خيرًا؛ إذ يلعن السلفيين لعنًا كبيرًا- لبصق في وجهه يقول: ضع لسانك عنا يا وضيع.