#في_حياة_بيوت_المسلمين. لم أعجب من إبطاء

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

لم أعجب من إبطاء شيءٍ عليَّ رجوت حصولَه من الله أو من الناس؛ ذلك أن بين عينيَّ ذنوبًا ثلاثةً قارفتُها قديمًا أوجبته، ولو أن ربي آخذني فيهن بما أستحق ما عجَّل لي خيرًا؛ لكنه يعفو عن كثيرٍ.

كانت أمي تسألني قضاء الحاجة أيام الثانوية العامة؛ فكنت أؤخرها حياءً من أصحابي لا رغبةً فيهم عنها، وكنت أؤخر طلاب القرآن أحيانًا شغلًا بالشيء من أمري -وحالهم بعد قدومهم من مدارسهم إليَّ حالٌ لا تحتمل تأخيرًا- وأنا يومئذٍ غافلٌ سافلٌ لا أسامح نفسي في هذا حتى ألقى الله، وكنت أتأخر عن صلاة الجماعة شغلًا بأمرٍ من الأمور وأتأوَّل -في استهبالٍ واستعباطٍ- لنفسي؛ لبئس ما كنت أفعل.

فأما حق الله فإني استغفرته وأستغفره مستبشرًا برحمته، لا ليُعجِّل لي ما أحب تعجيله؛ بل لاستحقاقه ربًّا جميلَ الربوبية إلهًا جليلَ الألوهية، وأما حق أمي فقد عفت عنه لكنْ واسوءتاه وإنْ عفت وصفحت، وأما حق الأطفال الذين كنت أؤخرهم عندي؛ فهو أشقُّ الثلاثة على قلبي، يرى الله دموعًا تُسْفَحُ علي وجهي تُلهبه؛ قيَّض الله لي أسباب تجاوزهم عن هذه السيئة الكبرى؛ إن ربي قديرٌ غفورٌ رحيمٌ.

يا حبيبي؛ إذا أشار من كفِّك أُصبعٌ إلى شرٍّ تعجب كيف أصابك! فلتُشِر كفُّك الأخرى جميعًا إلى نفسك تُذكِّرها ما أصابت؛ الجزاء من جنس العمل، وما بين ذنبك وبين جزائه إلا توبةٌ من قلبك نصوحٌ.

أضف تعليق