#في_حياة_بيوت_المسلمين.
هو يقول لها -كلما احتج عليها في شِجَارٍ بينهما-: أنا أخرج من البيت -كلَّ صباحٍ- فلا أرجع قبل آخر النهار، وأكْدَح في عملي كَدْحًا لأجلكم؛ وأنت لا تشعرين! وهي تقول له -كلما أرادت دَحْضَ حجته-: كم يُعييني جهدي في إصلاح الأبناء ومعالجة البيت وما بينهما إعياءً؛ وأنت لا تحس بي شيئًا!
بقطع النظر من له الحق من الزوجين -في كل منازعةٍ- ومن عليه؛ هذا عملكَ الذي وُكِل إليكَ فلا حجة لكَ فيه عليها، وذاك عملكِ الذي وُكِل إليكِ فلا حجة لكِ فيه عليه؛ “قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ”.
إن زوجين يشهد كلٌّ منهما لتعب صاحبه ويشكر لنَصَبه؛ لا أذكى منهما في الدين والدنيا ولا أزكى؛ أما في الدين فإنهما إذا فعلا هذا نال كلٌّ منهما ثواب عمل صاحبه الذي يكابده وحدَه حتى لكأنه هو فاعلُه، وتلك غنيمةٌ باردةٌ، وأما في الدنيا فإن تبادُل الشعور بين الزوجين يصُون قلبيهما عن ولادة القسوة بينهما، ويدرأ عن حياتهما كثيرًا من الجفاف، ويعلِّمان أبناءهما درسًا في المروءة بلا عناءٍ.
أعنِ اللهم كل زوجين على ما أُنيط بهما، وابسط بينهما من (التغافل والتغافر) ما يقيهما شُحَّ الأنفُس ونزغات الشياطين، واجبر بينهما صُدوع الحياة في جُدُر المودة والرحمة؛ أنت الجبار اللطيف.