“أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ

“أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ”.

تُعلِّمك “ثقافة التكاثر” أن ما دون الألف “لايك” على المنشور الواحد؛ ليس شيئًا، وتُعلِّمك “ثقافة الآخرة” التي أول ظروفها الزمانية المكانية “المقابر”؛ أن الشيء الواحد -إذا صفا لك- فهو كل شيءٍ.

“لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا؛ خيرٌ لك من حُمْر النَّعَم”؛ إن التكثُّر من كل شيءٍ علةٌ جارفةٌ طُبع عليها الإنسانُ لا حيلة له فيها؛ لذلك واجهها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما يليق بها من الدواء.

إن هداية إنسانٍ بك غاية غاياتك النفسية الباقية، إنك تُخَلِّده بها في رضوان الله تخليدًا أبديًّا، وحُمْر النَّعَم -أنفسُ أموال العرب من الإبل يُضرب بها المثل- غاية غاياتك المادية الزائلة؛ فأنَّى تستويان!

إن “ثقافة الآخرة” التي لم يزل عبيد الدنيا من العلمانيين وآلهتهم يُعَيِّرون بها المؤمنين؛ هي الوحيدة المُعَلِّمة الناسَ زيفَ ما يلهثون خلفه من الحُطام؛ “كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ”.

“وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا”؛ هذه عُظمى المواعظ؛ كثرةٌ من الصحابة -وما أدراك!- فيهم نبي الله -ثم ما أدراك!- لم تنفعهم فهُزموا؛ ثم ترجو أنت من كثرةٍ بعدها خيرًا!

أضف تعليق