نحو هذا اليوم من السنة

نحو هذا اليوم من السنة الماضية؛ خطف أكفر الفجرة وأفجر الكفرة خليلًا لي.

يا حبيبي؛ مهما تناءت بنا الديار، وحالت بيننا الأضرار؛ فالدعاء رَحِمٌ بيني وبينك.

يا قرة العين؛ موقنٌ أني لا أبرح فؤادك، وما أبقاني الله فيه فأنت ذاكري عند ربي بالدعاء.

في “صفة الصفوة” حكى ابن الجوزي -رحمه الله- أنه كان لأبي حمدون الدَّلَّال -رحمه الله- صحيفةٌ مكتوبٌ فيها ثلاثمائةٌ من أصدقائه، وكان يدعو لهم كل ليلةٍ، فتركهم ليلةً فنام، فقيل له في نومه: يا أبا حمدون؛ لمَ لمْ تُسرج مصابيحك الليلة؟ فقعد وأسرج، وأخذ الصحيفة فدعا لواحدٍ واحدٍ حتى فرغ.

ليس أبا حمدون -رحمه الله- وحده؛ قبله أبو الدرداء -رضي الله عنه- صنع ذلك، ولعددٍ من إخوانه أكثر، وقال مرةً: “إن العبد المسلم ليُغفر له وهو نائمٌ”، فقالت له زوجه رضي الله عنها: كيف ذلك أبا الدرداء؟ قال: “يقوم أخوه من الليل فيتهجد فيدعو الله فيستجيب له، ويدعو لأخيه فيستجيب له”.

آيةٌ وأثرٌ ونورانيةٌ لابن حنبل؛ “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ”؛ قيل: المضطر ذو الضرورة المجهود، وقيل: الذي لا حول له ولا قوة، وقيل: المفلس. وفي الأثر: “أعظم الدعاء جوابًا دعاء غائبٍ لغائبٍ”. وقيل للإمام أحمد رحمه الله: كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: “دعوةٌ صادقةٌ من قلبٍ صادقٍ”.

مولاي يا أجودَ الواهبين؛ هذا أخي ذو ضرورةٍ مجهودٌ إلا بلطفك، لا حول له ولا قوة إلا بقدرتك، مفلسٌ إلا من فضلك، وهأنذا أدعوك له غائبًا لغائبٍ، وإن ما بيني وبينه أقصر مما بيني وبين عرشك، وإني أستعين بك على صدق قلبي وصدق دعائي؛ فاسمع مني فيه واسمع منه في؛ لا إله إلا أنت.

يا خليلي؛ مبذولٌ موصولٌ فيك رجاء ذي الجلال والإكرام بأطيب العفو وأوسع العافية، إني -وخالقِ قلبي بارئِ مودَّتِك فيه مُصَوِّرِ الذي كان بيننا- لأجد ريحَك، وإنك لخارجٌ -بعزة الله ورحمته- قريبًا، القضاء قضاء الله يا حديث نفسي وأنفاسي، والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيءٍ؛ اللهم بلِّغه.

أضف تعليق