يا أيها الناس؛ مُروا بالمعروف وانهَوا عن المنكر كما علَّمكم الله، إنه ليس ذو دينٍ على ظهر الأرض إلا وهو يفعل ذلك، حتى الملحدون الذين لا دين لهم -زعموا- يأمرون وينهَون، كلٌّ يحتسب بقواعد دينه الذي اخترع، وشرائعه التي ابتدع، وإنكم إذ تفرِّطون في ذلك -هزيمةً أو خجلًا- فإنهم لا يفرِّطون.
ليس الفرق بينكم وبين الكافرين بدينكم أنكم تفعلون وهم لا يفعلون؛ بل أنكم لا تجعلون المعروف معروفًا والمنكر منكرًا بأهوائكم لأغراضكم؛ بل بشرائعَ ربانيةٍ قويمةٍ وعقولٍ مهديةٍ مستقيمةٍ لمقاصدَ عُلويةٍ حكيمةٍ، ثم إن لكم في الحِسْبَة منهاجًا لا تبدِّلونه من تلقاء أنفسكم؛ فامضُوا لا تلتفتوا وأبشروا.
الحِسْبَة: هي الأمر بالمعروف إذا أظهر الناس تركَه، والنهي عن المنكر إذا أظهر الناس فعلَه.