“وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ”، “لِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ”؛ ألَا ذاكرٌ منكم مكبرٌ!
الله أكبر الله أكبر؛ أَفَل كل ضياءٍ حاشا ضياءك اللهم فرجعنا نقول بقول الخليل أبينا عليه السلام: لا نحب الآفلين، ووجَّهنا وجوهنا لك بُرآء من الشرك والمشركين؛ الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر؛ ضاقت -وحَياتِك- الأرض بما رَحُبت إلا من خيرٍ أودعته دينك معتصَمًا به وأولياءك محتمًى فيهم، وذَانِ البحبوحة الوافية؛ الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر؛ إنباءُ ألسنة الموحدين عما قام بقلوبهم من كبرياء ربهم مستوليًا عليها؛ حتى لم يشهدوا سواه في الوجود كله أكبر؛ الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر؛ ترُد كل ذي كبَرٍ زائفٍ إلى أصله متضعضعًا حقيرًا، لا يملأ عيونَ المكَبِّرين بعدها ذو سلطانٍ ما عاينوا سلطان ربهم كبيرًا؛ الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر؛ أبهِجوا بها مُهجًا أوحشتها ذنوبها وعيوبها وكروبها، فإن ربها بالتكبير في كلٍّ وليُّها، يهزم التكبير جنودها مُوزَعَةً ويَفُلُّها؛ الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر؛ أطربوا بها آذانًا أصَخَّتها صُخوب شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف الكفر والفسوق والعصيان غرورًا، فهي من بعد ذلك تائقةٌ إلى ترياق التكبير إبراءً لأسقامها وشفاءً؛ الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر؛ اصدعوا بها جدران أبنية الجاهلية حالكةً طال بالزور ارتفاعها، وإنْ شموخُ حقائق التكبير في عقائدكم إلا مبتدأ زوالها؛ الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر؛ طَئُوا بمعاقدها مواطئ تغيظ الكفار مرتدِّيهم قبل الأصليِّين؛ عسى الله أن يُنيلكم ببركاتها منهم نَيلًا فتصبحوا ظاهرين؛ الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر؛ ما امتلأتم بها في نفوسكم؛ إلا أضحيتم عند ربكم هازمين وإن تخايلكم الناس مهزومين، لا يضركم خسران شيءٍ من هذه الدار أو من سكانها وأنتم الأعلون لا يُعلى عليكم؛ الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر؛ تحيات صباح عباد الله المكْبِرينه المكَبِّرينه ومسائهم الزاكيات، من أداني الأرض وأقاصيها، إلى أعالي السماوات، فحظيرة القدس، فقوائم العرش، فسِدرة المنتهى، فحيث يُعجب الربَّ الإلهَ توحيدُ إكبارنا وتمجيدُ تكبيرنا؛ الله أكبر.
الله أكبر واحدًا أحدًا وِترًا؛ في ربوبيته، وفي أسمائه وصفاته، وفي ألوهيته، متفردًا بهن كلهن مستأثرًا، لا شريك له فيها من أحدٍ بشيءٍ؛ الله أكبر.
الله أكبر سيدًا صمدًا واسعًا حيًّا قيومًا؛ له صفات الكمال، وكمال الصفات، قائمًا بنفسه، قيَّامًا بغيره، متفردًا بالجمال والجلال في جميع نعوته أزلًا أبدًا، بتلك الطيبات في نفسه استحق الطيبات من خلقه؛ الله أكبر.
الله أكبر خالقًا خلاقًا بارئًا مصورًا بديعًا؛ للخلائق كلها؛ من أصغر ذرةٍ فما دونها إلى أكبر مجرَّةٍ فما فوقها، من مبدأ ذلك إلى أبده، ما عقل منه وما لم يعقل، ما ظهر منه وما بطن؛ الله أكبر.
الله أكبر سُبوحًا قدوسًا سلامًا متكبرًا طيبًا متعاليًا جميلًا؛ تنزه (اتصالًا) في ذاته وأسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله وسُننه عن كل عيبٍ ونقصٍ وسوءٍ، وتنزه (انفصالًا) عن الصاحبة والولد وعن الشريك والعَضُد؛ الله أكبر.
الله أكبر سميعًا بصيرًا عليمًا خبيرًا لطيفًا رقيبًا محيطًا شهيدًا؛ بكل شيءٍ في كل شيءٍ، لا يعزب عنه من دقيق الأشياء وجليلها شيءٌ؛ الله أكبر.
الله أكبر عزيزًا أعزَّ قادرًا قديرًا مقتدرًا؛ على ما كان وما هو كائنٌ وما لم يكن، في الخلق وفي الأمر، في الأولى والآخرة، فيما شاء من شيءٍ قبلُ وبعدُ؛ الله أكبر.
الله أكبر رحمانًا رحيمًا رؤوفًا رفيقًا؛ لا أطيب منه في هذا كله ولا أوفى، لم يزل شاملًا بأعاجيبها بدائع الأقدار وروائع الشرائع وما بينهما من دقائق الأسرار، لم يُخْل شيئًا فيها من رأفةٍ تدفع الضر ورحمةٍ تجلب النفع؛ الله أكبر.
الله أكبر عليًّا أعلى؛ بذاته، وفي شأنه، وقاهرًا على الخلق أجمعين؛ الله أكبر.
الله أكبر عفوًا صفوحًا غفارًا غفورًا توابًا؛ باسطٌ يدَه بأعاظم تلك الصفات الليلَ والنهارَ لا يخاف عُقباها، ثم هو يُدهش أحبابه يوم التناد بأوسعها من لدنه وأرضاها؛ الله أكبر.
الله أكبر حليمًا صبورًا؛ لا تستخفه من عبيده موجبات الإغضاب، ولا يعاجل مستحق العقاب بالعقاب، مع تفرده بقدرة الإسراع بالحساب؛ الله أكبر.
الله أكبر قويًّا متينًا كبيرًا جليلًا عظيمًا؛ به عن كل ذي حظٍّ من هذه الصفات سريعِ الفقدان اكتفينا، وإلى حقها فيه وحقيقتها منه أسندنا ظهورنا فاستغنينا؛ الله أكبر.
الله أكبر وكيلًا كفيلًا؛ حَسبُنا في شدائد الدارين وبرزخٍ بينهما -وحده- ونعم الوكيل كفيلًا ونعم الكفيل وكيلًا؛ الله أكبر.
الله أكبر نورًا هاديًا مبينًا رشيدًا؛ ما فرَّط ربُّنا في شيءٍ من دلالتنا بهاديات الأقدار عليه، ولا قصَّر في شيءٍ من سَوقنا ببينات الوحيين إليه؛ الله أكبر.
الله أكبر غنيًّا واجدًا؛ كل غنيٍّ سواه مملقٌ، وكل واجدٍ عداه مفلسٌ، أصبحنا بفقراء العوالم قاطبةً كفارًا، نثني على ذي الغنى الحق -وحده- بما هو أهله، مباهين بعزيز الافتقار إليه على كل حالٍ لنا وحينٍ؛ الله أكبر.
الله أكبر وليًّا واليًا مولًى نصيرًا؛ عز من ولِي الله تدبيره وتولى شؤونه وانتصر، لا يَذل مُتولَّاه في الدنيا والآخرة ولا يُدحر، ومن يتركه ويخذله فلا مسعف له في الأرض ولا في السماء؛ الله أكبر.
الله أكبر حميدًا مجيدًا؛ لا محمود ولا حامد مثلُه، ولا عظيم ولا ممجَّد عِدْلُه؛ الله أكبر.
الله أكبر برًّا معطيًا محسنًا كريمًا ماجدًا أكرمَ جوادًا؛ ليس كمثله أحدٌ في العطاء، كرُم في ذاته -بانتفاء النقائص جميعها، واجتماع المحاسن كلها- فكرُم في خلقه وأمره، ليس أعجب من عطاءات ربوبيته لخلقه كله؛ إلا عطاءات ألوهيته لأنبيائه وأوليائه، إذا وعد وفَى وإذا قدَر عفى، يعطي المؤمن والكافر، والراضي والساخط، ويمنح بالأسباب وبدونها؛ الله أكبر.
الله أكبر حسيبًا مقيتًا حفيظًا؛ قدَّر كل شيءٍ تقديرًا فهو عنده بحُسبانٍ وإقاتةٍ وحفظٍ، حسابه وإقاتته وحفظه في الخلق وفي الأمر سواءٌ، قد أُحكِما إحكامًا فلا يؤوده شيءٌ منهما عنايةً ورعايةً؛ الله أكبر.
الله أكبر حقًّا حكمًا مقسطًا ديانًا؛ بحقه حكم، وبحكمه قسط، وبقسطه دان؛ الله أكبر.
الله أكبر ملكًا مليكًا مالكَ الملك؛ تعس الطواغيت المنازعونه صفاتِه وأفعالَه -لا ينازعونه إلا بما شاء- ومن يعبدونهم من المشركين، وسبحان من مُلكه بين ربوبيته وألوهيته فاجتمع له الحمد مع الملك؛ الله أكبر.
الله أكبر وهابًا فتاحًا؛ ما نوعُ وهْبٍ ولا فتْحٍ بشيءٍ على أحدٍ في العالمين إلا منه وحده، له الحول فيه والقوة، لولاه ما كان مددٌ؛ الله أكبر.
الله أكبر قهارًا جبارًا مهيمنًا؛ يبلغ ما أراد مما أراد باطنًا منه وظاهرًا، لا يمتنع منه شيءٌ في شيءٍ من أمره خاضعًا له قانتًا؛ الله أكبر.
الله أكبر حنَّانًا منَّانًا؛ يُقبِل على من أعرض عنه، ويبدأ بالنوال قبل السؤال؛ الله أكبر.
الله أكبر شاكرًا شكورًا؛ لا أحد أطيب وأسرع وأتم وأحفظ لعمل عاملٍ بمثقال ذرةٍ من خيرٍ منه، حتى إنه ليَرضى فإذا هَمٌّ أحدنا بالحسنة حسنةٌ عنده مكسوبةٌ، وحديثُ الأنفُس بالطاعة طاعةٌ لديه محسوبةٌ؛ الله أكبر.
الله أكبر أولًا آخرًا باطنًا ظاهرًا؛ ليس لأحدٍ ليست له هذه الإحاطة التامة أن يُعبد بشيءٍ من العبادة، فله الحمد أن عبَّدنا لذاته بأسمائه هذه وصفاته تعبيدًا؛ الله أكبر.
الله أكبر حييًّا ستيرًا؛ حَيِيَ فستر، مردُّ ستره إلى حيائه لا إلى استحقاق أهله، لولا ذلك لعاجل كل ذي سرفٍ في السوء بالهتك غيرَ ظالمٍ له؛ الله أكبر.
الله أكبر رازقًا رزاقًا؛ وسع رزقه السماوات والأرض وما فيهن، يضع الأرزاق مواضعها عليمًا بما يصلح البرايا ويفسدها خبيرًا، مستغنيًا عن أن يرزقوه هم بشيءٍ -تعالى أن يُبلغ- ولا يستطيعون؛ الله أكبر.
الله أكبر ودودًا قريبًا مجيبًا؛ لم يزل إلى عباده بأنواع فضله متعرفًا متحببًا، وإلى خاصتهم بخاص ألطافه مرغِّبًا متقربًا؛ الله أكبر.
الله أكبر طبيبًا شافيًا؛ لا أحد بعلل خلائقه كافةً أعلم وأخبر، ولا أقوى بسببٍٍ على كشفها وأقدر؛ الله أكبر.
الله أكبر قابضًا باسطًا مُسَعِّرًا مقدمًا مؤخرًا خافضًا رافعًا معزًّا مذلًّا مبدئًا معيدًا محييًا مميتًا؛ يفعل من ذلك ما شاء بما شاء لِمَا شاء متى شاء أين شاء كيف شاء، حكيمًا في فعله، حكمته: الحاكمية والحُكم والإحكام؛ الله أكبر.
الله أكبر مؤمنًا؛ شهد لنفسه بالوحدانية فهو الأكبر شهادةً، ويصدِّق أنبياءه وأولياءه في الدنيا والآخرة إذ يكذِّب غيرَهم، ويؤمِن من شاء له الأمان من خلقه مما شاء من المَخوفات والمحذورات؛ الله أكبر.
الله أكبر باقيًا وارثًا؛ لا خير منه بقاءً وإبقاءً، ولا أحسن منه وراثةً وخلفًا؛ الله أكبر.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.