رأيت في المنام أخي الكبير

رأيت في المنام أخي الكبير ابن شيخنا الأكبر يحيى رفاعي سرور؛ قد أحسن الله به فأخرجه من السجن؛ ما على حميدٍ مجيدٍ بعزيزٍ ولا بعيدٍ أن يجعلها ربي حقًّا فيكون ذلك، وأن يحسن إلينا ويتصدَّق علينا بإنجائه وأمثاله من السادة الأسرى أينما كانوا قريبًا يسيرًا، ما شاء الله كان لا رادَّ لأمره ولا معقِّب لحكمه مهم تخايل عبادُه الشأنَ قَصِيًّا عَوِيصًا، إن ربنا لطيفٌ لما يشاء؛ إذا أراد شيئًا هيَّأ له أسبابه وقيَّض له دواعيه، إنما القضاء قضاؤه والفصل فصله، ليس شيءٌ من أمر أسرانا بيد الطواغيت -مهما سحروا أعين الناس واسترهبوهم- بل بيده وحده سَحَّاء الليل والنهار لا تغيضها نفقةٌ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض!

ما نسيت أخي يحيى ولا حبيبًا من إخواني الأسرى وأنَّى! هذا بلاءٌ لا يُجحد مهما طال أمدُه، وإن لنا مع سجَّانيهم اللُعَناء موعدًا، أدركْناه أو أدركه مَن بعدنا فبلَغ فيهم ثأر الإسلام وثأرهم وثأرنا. ذلك وإني لأرجو الله أن يجعل مثاقيل الذر من شدائد الأسرى -في أنفسهم وفي أهليهم وفي كبد الإسلام الحَرَّى- سوادًا في موازين سيئات كهان الطواغيت قبل الطواغيت أنفسهم؛ أولئك المُرَقِّعون للطواغيت يُقِرُّون حُكمهم ويسألون الله تأييده لهم! كأن الربَّ -تقدَّس عن الغفلة- لا يسمع فظائعهم ولا يرى شنائعهم! ولو كانوا يؤمنون بحاكمية الله ما فعلوا؛ لكنهم وإن وحَّدوا الله في الربوبية هم به في المعبودية مشركون.

أضف تعليق