عتب علي أخٌ قائلًا: بحِسَّك

عتب علي أخٌ قائلًا: بحِسَّك مستصغرني لما بتقول لي كل شوية: يا حبيبي.

ذكَّرني عتاب أخي العزيز هذا بما كان بين شيخٍ كريمٍ أخٍ كبيرٍ جارٍ حبيبٍ وبيني منذ خمسة عشر عامًا، كان كلما لقيني في نفرٍ من أصحابي بمسجدٍ أو طريقٍ؛ قال لي متلطفًا: ازيك يا حمُّوز. فكان بعض أصدقائي يجد في نفسه من هذا، ويقولون: ليس هذا بالأولى؛ بل الأولى أن يقول لك -وأنت تخطب في الناس-: يا شيخ حمزة. فكنت أقول لهم: بل أنا أحب هذا منه أكثر وتقرُّ عيني به أشد، وأقول في نفسي: هو حد لاقي حد يدلعه! واثقًا -ولم أزل- من مكين مودة الشيخ.

ثم كيف كان لي أن أسيء بالرجل الظن -لو كنت مسيئًا- وهو في عِداد القلابيظ يومئذٍ! وعقيدتي التي أعتقد في السادة القلابيظ -منذ امتلأت عيني برؤيتهم، واكتظَّت حياتي بصحبتهم- أنهم أطيب الناس قلوبًا وأنقاهم نفوسًا. لا أعلم لهذا سببًا فيسيولوجيًّا ولا يهمني أن أعلم، فإن شاء المختصون بهذا النوع من البحث البحثَ فيه فليُشرِّفوا به أنفسهم، وإلا فهي حقيقةٌ كونيةٌ تتجاوز العلم والعالمين، بل هي جاريةٌ في غير قلابيظ بني آدم، وحسبكم الباندات والفِيَلة شهودًا.

ما لكم ولعتاب الأخ العزيز، ولإنصاف السادة القلابيظ! احظروني خيرًا لكم.

أضف تعليق