اللهم إنا نسألك لذَّة النظر

اللهم إنا نسألك لذَّة النظر إلى وجهك الأكرم في فردوسك الأعلى خالدين في رضوانك الأكبر أبدًا، فإن قلت لنا: بأي شيءٍ من أعمالكم تسألوني هذا كلَّه وقد علمتم أني أعددته لأنبيائي وأوليائي! فجوابنا إن أذنت لنا بالجواب: لا بشيءٍ من أعمالنا نسألك هذا، وهل أعمالنا إلا ما أحصيت من الخطايا موجبات الخرَس والخجل! إنما نسألك هذا بعقيدةٍ أرسخَ من الرواسي الشامخات الأوتاد في ثلاثٍ؛ رحمتِك بنا وقدرتِك علينا وغناك عنا، ثم أنا نحب أنبياءك وأولياءك هؤلاء ونحب أحبابهم ونعادي أعداءهم، لولا ذاك ما خطر لنا على قلبٍ سؤالُ شيءٍ من هذا، وكيف لفقراء البواطن والظواهر أن يفعلوا! فإن لم تستجب لنا ربَّنا؛ فهو بعض ما نستحق من عدلك المقدَّس غيرَ ظالمٍ لنا ولك الحمد؛ لكن ستحرق النار أجسادنا الواهنة ونذلُّ ونخزى، وإن استجبت لنا ربَّنا؛ فلا جديد منك، إنْ هو إلا كمالُ ما عوَّدتناه من فضلك ورأفتك ورحمتك ومَنِّك وبِرِّك وإحسانك وجبرك وكرمك وتمامُه ولك الحمد، ولنُحَدِّثن أنبياءك وأولياءك يومئذٍ عنك حديث المحروم عن سيده الذي أغناه، وحديث الكسير عن مولاه الذي جبره، وحديث الذليل عن ربه الذي أعزه، نثني عليك في دارٍ ليس كمثلها دارٌ بمحامد ليس كمثلها محامد، أنت الله الذي ليس كمثلك شيءٌ تسكبها على ألسنتنا ثناءً منهمرًا.

أضف تعليق