#في_حياة_بيوت_المسلمين.
لما زوجك يراضيكِ اتراضي، ولما زوجتك تراضيك اتراضى.
خلُّوا المشاكل بينكم -ربنا يسلمكم- (Ping-Pong)؛ مش أكتر خالص.
ما لِك؟ حصل منَّك كذا، ما لَك؟ حصل منِّك كذا. وفقط.
جنون والله أي شيء يعطل كل شيء؛ شُغل أولى خامس وتالتة رابع.
(اللي موراهوش شغلانة تشغله؛ بيفتح الشباك ويقفله).
حتى لو قصد الواحد منكم بكده؛ جلْب اهتمام التاني لأنه فعلًا بقى ضعيف الاهتمام بيه؛ فغلط تكون وسيلتة للغاية العظيمة دي هي (الاستنزاف) وقت المشكلة، افتكروا كلام ربنا العليم الحكيم في سياق مشاكل الأزواج: “وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ”؛ مفيش نفس بشرية مش مجبولة على الشح، والشح عمومًا: (حرص النفس على استيفاء حظها)؛ فكيف بهذا وقت المشاكل! اللي نفوسكم وعقولكم فيه مش في أحسن أحوالها، ولذلك ربنا الجميل الودود قال مباشرة بعد ذكر الشح: “وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا”؛ مش هيخرَّجكم من مشاكلكم غير (الإحسان والتقوى)؛ الإحسان اللي هو هنا الإيثار؛ إيثار كل واحد منكم حظ التاني على حظ نفسه، والتقوى اللي هي هنا خشية ربنا من الظلم، ثم يختم ربنا الآية بإنه بأعمالكم خبير؛ يعني محدش هيروح صبره وإحسانه عند ربنا، “وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
كمان يعني إيه طرف ضعيف الاهتمام بالتاني؛ وهو سايبه لحد وقت المشكلة عشان ينبهه بالطريقة دي! وقَّف الطرف التاني جهارًا نهارًا وقل له: اهتم.
تعالى صالحني هتصالحْ ** ونفوقْ سوا للمصالحْ ** دهْ الاستهلاكْ عملْ طالحْ
طول ما مفيش قضية شايلينها سوا؛ هتتسلَّطوا على بعض حرفيًّا.
متخليش زوجتك قضيتك الوحيدة، ومتخليش زوجك قضيتك الوحيدة؛ لازم تكون بينكم اهتمامات مشتركة، ولكل واحد منكم اهتماماته الخاصة بيه.
فرح أي طرف منكم بكونه قضية التاني الوحيدة؛ طفولة في الحب، ومش بتكلم عن الحب الوحيد للمرأة لأنه ده الطبيعي، ولا للرجل لأن قلبه قابل لحب واتنين وتلاتة واربعة ولو فيه جَواري فقشطة جدًّا؛ بتكلم عن القضية.
اتعلموا سوا، اتعبدوا سوا، اهتموا بمصالح المسلمين الربانية والبشرية سوا، العبوا سوا، اخرجوا سوا، حركوا كل اللي سَكن بينكم هيتحرك والله.
متسجنوش نفوسكم في عناوين بتكرارها طول الوقت؛ فإن ما تكرَّر تقرَّر؛ هي: أنا زعلي وحش! هو: أنا غضبي وحش! ده (ربانيًّا) كلام فاضي؛ لأنه لا زعلِك ولا غضبه الوحشين هيسقَّطوا التكاليف، وسعادِتك وجَنابه هتتحاسبوا على كل تصرفاتكم في كل حال، وعلى فكرة اللي بيزني بيزني عشان شهوته وحشة، واللي بيقتل بيقتل عشان غضبه وحش؛ فإيه رأيكم! أما (بشريًّا) فدي أنانية وأنانية قبيحة، مهما غلِّفها كل واحد منكم بغلاف الحب، طظ في زعلِك الوحش طالما اتجوزت وأنجبت، وطظ في غضبك الوحش طالما اتجوزت وأنجبت، أو احترموا نفوسكم ومتتجوزوش، أو اتجوزوا ومتخلفوش! ما هي مش أرحام بتِدفع وأرض بتِبلع، كفاية عالإسلام من أبناؤه؛ واخجلاه من دين الله!
حقيقي الطواغيت كفرة عشان مبدِّلين الشريعة بقوانينهم الوضعية؛ بس ربنا يستر عالمسلمين لو اتحكِّمت فيهم الشريعة من أمراضهم القلبية؛ إنا لله.
بيوت الإسلام مش معصومة من المشاكل؛ لكن بتفرِق جدًّا في نوعها وكَمَّها وكَيفها، وفي الآخر بتِتجبر وتِتستر؛ بالدين، لو ضعُف يبقى الحب، لو ضعُف يبقى الرحمة، لو ضعُفت يبقى العقل، لو ضعُف يبقى المروءة؛ بتِتحل.
أما لو فيه أطفال، وشايفين نموذج معالجتكم للمشاكل (الاستهلاك)؛ فحسبكما طغيانًا عليهم توريثُكما إياه توريثًا عمليًّا، وهو الأخطر آثارًا لو تفقهان.
واحدة كل مشكلتها عند زوجها انها مسترجلة (بمنطقها، ولَّا مجادلتها، ولَّا صوتها)؛ ركزي فيها يا غالية طالما ربنا بصَّرك بيها، واشتغلي على نفسك بكل طريقة فيها، وهتتعافي منها بعزة الله ورحمته؛ مش انت عازمة على التغير لله ولرسوله وللإسلام قبل ما يكون لزوجك، ثم لزوجك المستحق للتغير من ألف وجه، ثم لأولادك اللي هيتعلموا منك تغيير نفوسهم للأفضل! لو متغيرتيش (بمعنى انك مش بتتطوري خالص للأحسن)؛ يبقى انت وحشة فعلًا.
واحد كل مشكلته عند زوجته انه مش بيقتطع من يومه وقت مخصوص ليها، بينما بيقتطع لغيرها عادي جدًّا؛ ركز فيها يا صديقي طالما ربنا بصَّرك بيها، واشتغل على نفسك بكل طريقة فيها، وهتتعافى منها بحول الله وقوته؛ مش انت عازم على التغير لله ولرسوله وللإسلام قبل ما يكون لزوجتك، ثم لزوجتك المستحقة للتغير من ألف وجه، ثم لأولادك اللي هيتعلموا منك تغيير نفوسهم للأفضل! لو متغيرتش (بمعنى انك مش بتتطور خالص للأحسن)؛ يبقى انت وحش فعلًا، ولازم تفهم ان قدرتك على التغير ضِعف قدرة المرأة؛ لأن ربنا قال في نوعك: “وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةً”؛ فجنسك أسبق من جنسها في العقل والدين؛ فإن لله في كل تشريفٍ تكليفًا يناسبه نوعًا وقدْرًا؛ روح قلبي.
حبيبي؛ حَسبك في التغير بالتي هي أحسن للتي هي أقوم؛ صيانة نفسك في الدنيا والآخرة عن السوء ومشابهة أهله، ولأختي مِثْلُه، واستعينا الله.
شَغلكما الله بمَراضيه التي تصلحكما معاشًا ومعادًا، وأعاذكما أن تُشغلا بنفسَيكما فتُهلكاها وأبناءكما، ويكون بقاء بيتكما صوريًّا لا حقيقيًّا، ولسان حالكما: ما بقاء صورة الحياة بيننا؛ إلا لِدَرْأ أعظم المفسدتين! أغاثكما الله.