أيُّما رجلٍ أغرته امرأةٌ بنفسها

أيُّما رجلٍ أغرته امرأةٌ بنفسها في واقعٍ أو مواقع بما يُعَلِّقه بها من قولٍ أو عملٍ إصدارًا أو إيرادًا، فصدَّق أنها تحبه حقًّا، ثم راح يجازيها وصلًا بوصلٍ في غير حلالٍ؛ فقد كذَّب الله في شرعه وقدَره من حيث لم يخطر ذلك على قلبه، وكيف يكونان متحابَّين وإن كلًّا ليُعَرِّض الآخر لسخط الرب وعقابه دنيا وآخرة!

إنما هي شهوةٌ حقيرةٌ؛ لكنها ليست كشهوة المأكل والمشرب وما لا يتوقَّف من الشهوات في إنفاذه على إنسانٍ آخر؛ لذلك يتفنَّن كلٌّ منهما في إغواء صاحبه حتى يقضي به وطرًا مضت سنة الله فيه ألا يُقضى بإفرادٍ، والحِرْز بالله.

يا توأم ديني؛ إنما الحب طرقتان؛ طرقةٌ على باب قلبك، وطرقةٌ على باب أبيها، قالها ذو حكمةٍ، فإن كنت صالحًا لها وكانت لك كذلك؛ فاستفتح على الله بيت النكاح آتِيًا بابه الأوحد، ذاكرًا أنه ليس بعد ميل قلب رجلٍ إلى قلب امرأةٍ إلا هرولة كل جارحةٍ منهما إلى أختها في نكاحٍ أو سِفاحٍ؛ فناكحٌ أنت أم مسافحٌ! ألا إن سِفاح القلوب أشنع عند الله من سِفاح الجسوم! بالرحمن عوذتكما.

أضف تعليق