قدَّر الله المرض لجسده، فأصحَّ قلبه وأيقظه، فتاب إلى الله وأناب.
قدَّر الله له الحبس، فأطلق قلبه وجوارحه في طاعاتٍ كان عنها مصروفًا.
قدَّر الله موت محبوبه، فأحيا روحه لِمَا لم يخلقها إلا لأجله (عبادته).
قدَّر الله له الاستيحاش من خلقه، فآنس قلبه بقيام الليل وطول سجوده.
إن من الخير خيرًا لا يقدُره الله إلا بالشر، وإن من العافية عافيةً لا يمنحها الله إلا من البلاء، وإن من الحرية حريةً لا يبسطها الله إلا في السجن، وإن من الحياة حياةً لا يهبها الله إلا بالموت، وإن من السعادة سعادةً لا ينشرها الله إلا من البؤس، وإن من اليُسر يُسرًا لا يقضيه الله إلا في العُسر، وإن من الحق حقًّا لا يُقيمه الله إلا بالباطل، وإن من الجمال جمالًا لا يَبُثُّه الله إلا من القُبح، وإن من القوة قوةً لا يُظهرها الله إلا في الضعف؛ على هذه فقيسوا، وآمنوا بالأقدار شرِّها قبل خيرها، وسلِّموا لمُجْرِيها تسليمًا، “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.