يا بنات الإسلام؛ لا بأس

يا بنات الإسلام؛ لا بأس بحديث الواحدة منكن إلى الرجل الأجنبي عنها بشروطٍ أربعةٍ؛ الحاجة إلى الكلام، أن تُقْدَر بقدْرها، انتفاء الرِّيبة، غلبة الظن على أمن الفتنة، فأما الزيادة على هذا فلا، ومن أَلَمَّت بشيءٍ من هذا فلتستغفر مولاها.

قالت: فإن كان شيخًا؟ قلت: وإن كان شيخًا شيَّخه سنُّه وعلمُه وتشيَّخ بكل مُشَيِّخٍ في الوجود، ما بقي رجلًا فهو مَظِنَّة الفتنة؛ بل الفتنة بهذا أشد من جهة الأمان إليه زيادةً عن غيره؛ فاتقين الله في أنفسكن وفيمن تحدثن من الرجال.

إن الرجل ليكون كلبَ القلب ثعلبَ العين ذئبَ الجوارح، فإذا عاين من امرأةٍ صدودًا بشرفها وتقواها؛ فكأن قلبه حَمَلٌ وكأن عينه حمامةٌ وكأن جوارحه خِرافٌ، وما نريد منه إلا أن يخسأ ظاهرُه، ومَرَدُّ قلبه إلى ربه فليجعله كما يشاء.

يا أبناء الإسلام؛ المرأة تقع لأحدكم بطريقٍ أو في وسيلة تواصلٍ؛ لها حرمة الإسلام وإن كانت ظاهرة العصيان، فلو لم يكن بينك وبينها سوى عقد الإسلام هذا الذي عقد الإله بينك وبين أهله؛ لكان حِرزًا منيعًا في أمانها من نفسك.

كيف ولها حرمةٌ في نفسها وإن أسقطت هي منها ما أسقطت، ولأهلها المسلمين حرمةٌ وإن فرَّطوا فيها ما فرَّطوا! ألم يأتك أن للكافرات في ديار الإسلام أمانًا لعن الله من خَرَقَه! كيف بحرائر الإسلام! فاتقوا الله أولي الألباب.

أمَّا المشتهرون بالمشيخة؛ الرجل يقول لأحدكم: أحبك في الله. لا يقولها إلا حبًّا لربه، هو يحبه فيحب من يظنهم أحبابه، أنت غير محبوبٍ لذاتك، أنت شيءٌ وقع لهم بطريق الله فأحبوه محبتهم كل شيءٍ مقرِّبٍ إلى المقصود الأعلى لذاته.

أما المرأة تحدثك لحاجةٍ في دينها أو دنياها، فتغدر بقلبها، فتنبسط إليها بحرفٍ واحدٍ يعلم الله في عليائه فوق عرشه وسمائه أنه زائدٌ عن حاجتها؛ فأنت غادرٌ، وإن أقبح الغدر ما كان من مأمونٍ؛ كيف بمن يُسَمِّي الله بالمشيخة عليه!

“يُرفع لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة عند اسْتِه، يُقال: هذه غدرة فلانٍ”؛ لواءٌ مرفوعٌ إيغالًا في هتك أستاره يوم تُبلى السرائر، وعند دبره لأن الغدر كالعورة لا أقبح منه، ثم لأنه طعنٌ في الظَّهر؛ صلَّى الله على قائله خيرِ مأمونٍ إليه وسلَّم.

نعم وأجل وإي وبلى وحقًّا ولا جَرَم؛ ضيَّق الإسلام ما بين الرجال وبين النساء، وجعل المباح بينهما استثناءً مقدورًا بقدْره، فليَرض عنه الأطهار فإنهم كفايته، وليَسخط عليه الأوساخ، لو رضُوا عنه وهم قابعون في نجاساتهم لشَكَكْنا فيه.

سيقولون: منغلِقٌ من علَّمكَ هذا! قل: الله، ثم ذرهم، ويقولون: رجعِيةٌ من أفهمكِ هذا! قولي: الله، ثم ذريهم. ربَّنا احفظ علينا ما بقي من عروة الحياء من عُرى دينك، وأعِذنا أن تُنقَض من قِبَلنا، لئن أرضيناك لم يضرَّنا سخطهم أجمعين.

أضف تعليق