يا معشر من أحبَّ الله وهم لمعصيته -كلما غُلِبوا عليها- كارهون؛ هلُمُّوا.
هذا أثرٌ مرويٌّ عن رب العزة تبارك، لا يدَع فؤاد عبدٍ يتألَّه اللهَ إلا أوجَع فؤاده.
“أيؤمَّل غيري للشدائد؛ والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم! ويُرجَى غيري ويُطرَق بابُه بالبُكُرات؛ وبيدي مفاتيح الخزائن وبابي مفتوحٌ عند دعائي! من ذا الذي أمَّلني لنائبةٍ فقطَعْته! أو من ذا الذي رجاني لعظيمٍ فقطَعْت رجاءه! أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له! أنا غاية الآمال كيف تنقطع الآمال دوني! أبخيلٌ أنا فيُبَخِّلني عبدي! أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي! ﻓﻤﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣِّﻠﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﻣِّﻠﻮﻧﻲ؛ ﻭﻟﻮ ﺟَﻤﻌﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﺑﻠَّﻐﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﻠﻪ؛ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﺺ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻲ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓٍ! ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﻘﺺ ﻣُﻠﻚٌ ﺃﻧﺎ ﻗﻴِّﻤُﻪ! فيا بؤسًا للقانطين من رحمتي، ويا بؤسًا لمن عصاني وتوثَّب على محارمي”. ذلكم الله أحبَّتاه فأنَّى نُحْرم!