انظر كيف أكثر الناس في الواقع والمواقع؛ باردون ودماؤنا حارَّةٌ تفور!
تظن أولئك المثلَّجين في (فريزرات الشهوات)؛ لا تغضب نفوسهم طبيعةً!
يغضبون، ويسخطون، ويحنقون، ويحرِدون، ويتغيظون، ويتلظَّون، ويتوغَّرون، ويستشيطون، ويعبسون، ويكلحون، ويمتعضون، ويكفهرُّون، ويثورون، ويهيجون، ويتجهَّمون، ويُرْغون، ويُزْبدون، ويحتدون، ويشتدون، ويغلظون، ويتوعدون، ويتهددون، ويعادون؛ لكن لذواتهم المقدَّسة في قلوبهم إذا خوصمت بالباطل في لُعَاعَةٍ من الدنيا، أو بالحق في مجيدٍ من الدين.
ليس أحدٌ بأشدَّ غضبًا من أحدٍ؛ لكن العبد إذا هان على ربه بغرقه في نفسه -والرب غيورٌ- صرَّف غضبه لحظ نفسه، فلا يكاد يغضب لذات الله؛ مهما انتُهكت محارمه، ودِيست حدوده، وبُغِي على أوليائه، وذلك العذاب الأليم.