لم تزَل عادةُ الرب فيمن

لم تزَل عادةُ الرب فيمن أراد تجريد توحيده؛ حمايةَ ظهرِه الأسبابَ أن يستند إليها، وقلبِه الأشخاصَ أن يعتمد عليها، فيَصْفُو بتعسُّر الأسباب تفويضُه إليه، ويَخْلُص بخذلان الأشخاص توكلُه عليه، وبينما هو في عين نفسه منفوضُ الوسائل؛ إذ هو في عين ربه غنيٌّ قادرٌ، ومن أغنى وأقدر من عبدٍ جعل سيدُه عجزه إليه -وحده- دون كل ما عداه! فإذا وجدت ربك سلب يمينك عصاها التي لا تتوكأ في حاجتك إلا عليها؛ فأحسن به الظن عليمًا أن قلبك أحق بالعناية، خبيرًا أن آخرتك أجدر بالرعاية، وأنه لو شاء لم يجعلك من أهل عادة الحماية.

أضف تعليق