يقولون كأنهم حكماء محنَّكون: لا يُطلب الاهتمام من المحبوب.
يا حبيبي؛ يرحم الرحمن قلبك جاع أو شبع؛ بل يُطلب الاهتمام؛ لكن من أهله (الذين هم أهله)؛ تذكيرًا بحق الحب، وإعانةً على ديمومة القرب، فيكون -بهذا الميزان- تحقيقًا لا تخليقًا: تحقيقًا لكمال المودة، لا تخليقًا لأصلها.
يا حبيبي؛ محبوبك إنسانٌ، مجبولٌ على الجهل والضعف والنسيان، ومن ثبتت مودته بيقينٍ حَرُم التفريط فيه بالظن.
يا حبيبي؛ لم يزل الله يذكِّر أحبابه بما له عليهم من حقوقٍ؛ بأنه أحاط بتقلُّبات نفوسهم بين الانقباض والانبساط خُبرًا.
يا حبيبي؛ المحبون إذا عجزوا عن التغافل قدروا على التغافر، وما لم يكن طلبك الاهتمام مطاوعةً لداعي الألوهية الخفيِّ فيك؛ فعاتب حبيبك رفيقًا نبيلًا، فإذا ما ابتغى محبوبك الخروج من سخطك بعذرٍ؛ فافتح له من فوره سبيلًا.
يا حبيبي؛ ما كان حَرَم الحب آمنًا فادخله بسلامٍ، أوَلَم تُحْرِما عند ميقاته بإزار الذل ورداء الإيثار! فقِف بعرفاته، وطُف بكعبته، واسْع بين صفاه ومروته.
يا حبيبي؛ الحب كالحج عبادةٌ؛ كما نأخذ عن نبي الله ﷺ مناسكه لا عمَّن سواه؛ نأخذ عنه شمائل الحب لا عمَّن عَداه؛ إنه سيد من أَحَب وأُحِب، والمقياس وحده لا شريك له في الاتباع، من استضاء بنوره فيه لم يَبِت باكيًا ولم يصبح شاكيًا.
rhy0l1
lg87h0
hsh1gd
v4i28x
https://hrv-club.ru/forums/index.php?autocom=gallery&req=si&img=6881