عظِّموا رجاء الناس في الله.
هذا زمانٌ لم يكن مثله زمانٌ؛ قد أغرق عامة أهله في ذنوبٍ كثيرةٍ عجيبةٍ، من سلِم من نوعٍ منها هوى في نوعٍ آخر، جواذبها شديدةٌ فتانةٌ عاصفةٌ، قد أحاطت بما بين أيديهم وما خلفهم وبأيمانهم وبشمائلهم، ولم يبق لهم سوى جهة السماء رحمةَ الله، ثم أنتم أكرمَ أسبابها في الأرض، فمن وسَّع طمع الناس -بين ذلك كله- في مغفرة الله؛ فإن حسنته حسنة الزمان، وعمله عند ذي الجلال والإكرام هو العمل.
هذا سيدٌ كريم من سلفنا -رضي الله عنهم- يعلِّمنا؛ عن بلال بن سعدٍ -رحمه الله- قال: إن لكم ربًّا ليس إلى عقاب أحدكم بسريعٍ؛ يقيل العثرة، ويقبل التوبة، ويُقبل على المقبل، ويعطف على المدبر.
إني لأحسب -والله- أن هذه العبادة الجليلة أرجى العبادات عند رب العالمين هذا الزمان؛ فاللهمَّ اللهمَّ.