واغوثاه رباه! سلِّم فقراءك في

واغوثاه رباه! سلِّم فقراءك في المغرب تسليمًا.

يا من ليس كمثله شيءٌ؛ الطف بهم لطفًا ليس كمثله لطفٌ.

ربنا اجعل موتاهم شهداء كافةً، وارحم بأوسع رحمتك فاقدهم والمفقود.

لولا الإيمان بالله واليوم الآخر؛ لتصدعت أكبادنا وانشقت المرائر، إي والله عباد الله، لا عاصم للقلوب من الطيران ولا حافظ للعقول من الطيش إلا الإيمان بالله واليوم الآخر؛ فأما الإيمان بالله فاعتقادنا أنه المولى وبعباده أولى، مهما بدا البلاء للناس مبينًا فإن القانون فيه (لا يُستدل بظاهر البلاء على باطنه)، فإنا نحلف بالله -ثقةً بأسمائه وصفاته، ويقينًا في أفعاله وآياته- أن ما خفي في هذا الكرب العظيم من آثار رأفته ورحمته وبره ولطفه وإحسانه أعظم مما بدا، وإن من أسماء ربنا الواجد، ومن معانيه أنه يجد ما أراد، كما قال: “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ”، وقال: “إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ”، فما شاء الله وصوله للقوم أحياءً وأمواتًا من خيرٍ وصلهم لا راد له، وأما الإيمان باليوم الآخر فاعتقادنا أنه يوم الجزاء الحق، وأن ما قبله ليس شيئًا في جنبه، مثوبته المثوبة وعقوبته العقوبة، وكأني بالقوم يوم القيامة قد جعل ربهم مقامهم بين غفرانه ورضوانه، قال من لا ينطق عن الهوى وما ضل وما غوى: “يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب؛ لو أن جلودهم قُرضت في الدنيا بالمقاريض”، صلَّى الله على صاحب هذا الحرف العاطف الحاني وسلَّم، والحمد لعليمٍ حكيمٍ.

أضف تعليق