اعمل بتهمتك.
يقول لك أهل الدنيا وتعسًا لهم: اعمل بلقمتك.
فأنا قائلٌ لك في الدين ونِعِمَّا ذا: اعمل بتهمتك.
أجمَعوا أمرَهم وشركاءَهم أنك متطرِّفٌ متشدِّدٌ تكفيريٌّ إرهابيٌّ؛ فاعمل بتهمتك.
اعمل بتهمتك فما استمسك بمَعاقد الإسلام نبيٌّ ولا وليٌّ؛ إلا اتُّهم مِثلُك.
اعمل بتهمتك فإنهم عاملون، “وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ”.
اعمل بتهمتك فما تهمتك إلا: “وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ”.
اعمل بتهمتك يكتبك الله في الذين ما بدَّلوا تبديلًا.
اعمل بتهمتك فإنك مَجْزِيٌّ بها منهم لا مَحالة.
اعمل بتهمتك فإنها أَخْذُك الكتابَ بقوةٍ.
اعمل بتهمتك فإنها حقٌّ عبوديتك.
إذا كان ذلك كذلك؛ فاعمل بتهمتك، اثبت على ما أنت عليه لا تبدِّل، وقل لمن أرادك على غير مراد ربك: أنا ما خُلِقت لأُعجبك؛ بل مرحبًا بغيظك ومربحًا.
اعمل بتهمتك حسبُك أن تكون عند الله بريئًا؛ إنما الخَسار والبَوار والرِّجس في النار أن تكون عنده متهَمًا، من كان عند الله مرفوعًا لم يضرَّه خفضٌ ولا خافضون، ومن كان عند الله مخفوضًا لم ينفعه رفعٌ ولا رافعون، وكل عِنْدِيَّةٍ لغير الله سُفلى وإن بلغ ضجيجُها أقطار السماوات العُلَى.
العِنْدِيَّة عِنْدِيَّة الله فوق العرش؛ تأمل قوله عن إسماعيل عليه صلاتُه: “وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا”، وقوله عن موسى عليه سلامُه: “وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا”؛ هل تضرُّ إسماعيل وموسى عِنْدِيَّةٌ أخرى يكون الأول فيها غير مرضيٍّ والثاني غير وجيهٍ! ثم تأمل قوله في الكفار: “إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ”؛ هل تنفعهم عِنْدِيَّةٌ أخرى يكونون فيها خير الناس!
الإرهاب: كل ما تكرهه أمريكا من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة؛ فمن نعتك بالإرهاب -لخروجك على وكلائها من طواغيت الحُكم- فهو مولًى من مواليها الأوساخ الهَلكى، عرف أمريكا أو لم يعرفها، شعر بعبادته إياها أو لم يشعر؛ ربَّنا فاكتبنا في الخوارج على طواغيت العرب ما أبقيتنا، وأجِرنا ومن أحببنا أن نُسالمهم طرفة عينٍ، اليوم بالألسنة وغدًا بالأَسِنَّة.
قال له صاحبه وهو يحاوره: أنت متطرِّفٌ.
متطرِّفٌ أنا يا صاحبي؛ لكن إلى طُهر سماوات الله.
من ضَعَة الجاهلية وما رفعتْ، إلى علياء الإسلام وما وضع.
ربِّ قد أُوذي المتطرِّفون إليك في سبيلك؛ فآتِهم ما وعدتهم على رُسُلك.
تطرَّفنا إلى الله الحق، “حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ”، غرباءَ له.
أُمَّاهُ إني عاشقٌ أتطرَّفُ ** وبِعِزِّ ربِّي خاضعًا أتشرَّفُ
إلهَنا الأحد؛ أحيِنا وأمِتنا متطرِّفين لوجهك.
أخا الغربة المُثلى؛ اعمل بتهمتك التي لا أجلَّ منها ولا أقدَس، واستعن بالله على ذلك فإنه لا يُستطاع إلا بالله، واجعل هِجِيِّراك: إلهي؛ لا تجعل مصيبتي زوال تهمة العواذل عني أني بِحَبْلِك معتصمٌ، حسبي رضوانك نِعم الحبيب.