كنت في مصر كلما مررت

كنت في مصر كلما مررت بنفرٍ من الشرطة القاطعين طُرق الناس لينهبوهم أو يخطفوهم بقوة دستورٍ جاهليٍّ وقانونٍ طاغوتيٍّ؛ قلت: بصَّر الجبار بكم، وأعدَّ لكم، وأمكن منكم، ولعنكم لعنًا كبيرًا، ثم أتلو قول من حرَّم الظلم على نفسه: “وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ”.

الشرطة التي لا غاية لها إلا تعبيد الشعب لخنثى الطواغيت، الذي هو أكبر من مصر كلها برًّا وبحرًا وجوًّا وشعبًا، فمن خدش جداره المقدَّس بأُظفوره الواهن؛ نكَّلوا به تنكيلًا، ومن خطر له على بالٍ أو طاف له بخيالٍ أو دار له بمجالٍ أن يأتي إلى فظائع منكراتهم ما يليق بها وينبغي لها بالشرع والعقل؛ فهو تكفيريٌّ إرهابيٌّ متطرفٌ ظلاميٌّ رجعيٌّ دوغمائيٌّ خارجيٌّ، حقه الزنازين الانفرادية حتى يموت حقيقةً أو حُكمًا، كما يفتيهم بذلك شيخ الأزهر ومفتي الديار ووزير الأوقاف وبرهامي وأمثالهم من الخِرَق الدَّنِسة أضرم الجبار ناره فيها أحياءً وأمواتًا ثم في لظى نزَّاعَةِ الشَّوى، ومن أظهر حربه على عقائد الإسلام وشرائعه وأخلاقه جهارًا نهارًا، وبرز للناس بأنواع زندقته أو ألوان طغيانه أو صنوف فسوقه؛ فهو حرٌّ يفعل ما يشاء، وإشارته خضراء، والمُغَلَّق له مفتوحٌ، والممنوع له ممنوحٌ، وشُكره أن يغدو آمنًا ويروح، وعلى الدولة المعبودة من دون الله حفظُه وحراستُه، ومن أنكر مثقال ذرةٍ من هذا طرفة عينٍ؛ فهو مطموس البصيرة لا البصر، لولا غضب الله عليه ما حال بينه وبين العدل والطهر والكرامة والحرية والنور؛ فإن نظرةً عَجْلى على فضائيات البُعَداء البُغَضاء ومواقعهم وصفحاتهم، من بعد نظرةٍ أعجلَ منها على واقع البلاد والعباد العلقم؛ تشهد بهذا وأضعافه عند ربٍّ شهيدٍ محيطٍ لا تخفى عليه خافيةٌ. وهل جعل الله الحُكم إلا لحراسة الدين وسياسة الدنيا به!

يُقادُ للسِّجنِ مَنْ سبَّ الزعيمَ ومَنْ ** سبَّ الإلــــــــــــــــهَ فإنَّ الناسَ أحرارُ

حسْبنا الله حَكمًا حقًّا مقسطًا ديانًا خير الفاصلين ونعم الوكيل، لا إله إلا الله.

أضف تعليق