سأل سائلٌ: إذا كان حزب النور والمداخلة ومن أشبهَهم من العبيد يدورون مع الحكام أينما داروا، ويسيرون في أفلاكهم كيفما ساروا؛ فلِمَ لم يكونوا كذلك مع الدكتور مرسي رحمه الله وتجاوز عنه! بل بدَوا أيامه كأنهم من الرجال حقًّا.
جوابه أن الشرط اللاواعي لنفوس هؤلاء في الحاكم المتبوع المطاع؛ أن يكون طاغيةً جبارًا، ومعلومٌ أن الدكتور مرسي -تجاوز الله عنه- كان ضعيفًا رفيقًا، ولو كان عاتيًا مستبدًّا لاتبعوه طواعيةً من قلوبهم اتباعهم للسيسي، ولمَا أعانوا عليه أعداء الداخل والخارج من اليهود والنصارى والعلمانيين كما لا يعينون على السيسي، ولجعلوا الخروج عليه محالًا لذاته كما هو محالٌ لذاته على السيسي.
لم تزل سُنة الضعيف أن يلوذ بقويٍّ؛ لكن الضعيف إذا كان مؤمنًا شريف النفس لاذ بالقوي المؤمن المقسط، وإذا كان فاجرًا مهين النفس لاذ بالقوي الفاجر الغشوم، واذكروا هلافيت الشوارع كيف يتملقون بلطجيتها يقرُب المُراد.