يقهرك إذا ظُلمت أنك غير

يقهرك إذا ظُلمت أنك غير قادرٍ على ظالمك! فإن الله عليه قادرٌ قديرٌ مقتدرٌ.

قال مظلومٌ: آمنت بالله؛ فلم لا يثأر لي منه! ولو أنه آمن بالله حقًّا لم يقل ذلك.

ليس الإيمان بالله أن تؤمن بقدرته دون حكمته، وأنه لا يقدِّم ما حقُّه التأخير ولا يؤخِّر ما حقُّه التقديم، وأنه لا يعجل بعجلة خلقه، وأنه أولى بهم من أنفسهم.

يا هذا؛ إنك إذ لا ترى في مظلمتك إلا ما تحت قدميك؛ يرى الله باطنك وظاهرك، ويعلم ما أنت عليه اليوم وما أنت عليه غدًا، ويَخبُر ما أنت مفتقرٌ إليه في الدنيا وما أنت مفتقرٌ إليه في الآخرة، فبصفاته هذه وغيرها -مما لا طاقة لعقلك بإدراكه- يدبر لك تدبيرًا، وإن الله لأغْيَرُ عليك مظلومًا من غيرتك على نفسك.

ما حقُّ ربٍّ هذه صفاته -إذا أخَّر عنك ما تشتهي- إلا أن تثق بحكمته، وتسلِّم لأمره، وتفوِّض إليه، وتتوكل عليه! لا أن يقتلك قهرك من عجزك عن بلوغ ثأرك.

أضف تعليق