هنا رجلٌ غير مشهورٍ لكني

هنا رجلٌ غير مشهورٍ لكني أعرف صفحته، يتهمه رجالٌ ونساءٌ عندي أنه أكل أموالًا كثيرةً لهم بالباطل، وأنه يُلَايِن النساء في الخاصِّ بينه وبينهن ويستعطفهن، وأنه يقلِّدني في بعض أسلوب كلامي إذ يكتب في العامِّ وإذ يراسل في الخاصِّ، وأنه يتدسَّس إليهم بذكر أمراضه وما إلى ذلك من بلاءاتٍ، ويحكون عنه ادِّعاءه معرفتي به ومعرفته بي، وأنا لا أعرفه إلا اسمًا هنا ولا أعرف عن ذلك كله شيئًا، وإني داعٍ بدعاءٍ يسمعه الله خبيرًا وهو خير الفاصلين:

اللهم إن كان عبدك هذا بريئًا من هذا كله؛ فبيِّن للمدَّعين عليه واهدهم إليك، فإن أصرُّوا على ظلمهم إياه؛ فأهلكهم، وإن كان فعل؛ فاهده أن يتوب إليك؛ فإن حبيبًا إليك وإلى رسولك ثم إليَّ وإلى عبادك المسلمين أن يتوب ويتحلَّل؛ لئلا يدخل في قول رسولك صلَّيتَ عليه وسلَّمتَ: “لا تُسَوِّدوا وجهي”، ولكيلا يُجازَى في الدارين بما توعَّدت على مثله، فإن أبى وأصرَّ؛ فافضحه اللهم في الدنيا والآخرة وميتًا على خشبة تغسيله يوم يلقاك مغضوبًا عليه. واغوثاه ربَّاه!

كم ألقى كثيرًا من مِثل هذا بين المسلمين! اللهم أعِذنا من الدخول عليك وفي أعناقنا حقٌّ لعبادك لم يُؤَدَّ. ألا إن حقوق العباد مبنيةٌ على المُشاحَّة، وإن بعد الصراط قنطرةٌ لا يُجاوزها ذو حقٍّ عليه إلا اقتُصَّ منه، وإن يوم القيامة يوم الحاقَّة العُظمى، وإنه لا درهم هناك ولا دينار؛ فاتقوا المظالم عباد الله. أليس كافينا ما بيننا وبين ربِّنا من خطايا لا يعلمها إلا هو! فإنه إن عفا يوم القيامة -اللهمَّ اللهمَّ- لم يعْفُ عبادُه المفتقرون إلى مثاقيل الذرِّ من الحسنات.

أضف تعليق