#في_حياة_بيوت_المسلمين.
أربعٌ إذا كُنَّ في الرجل يريد خِطبتكِ؛ فلا عليكِ من نقصٍ به وعيبٍ: حرصه على رضوان الله، وعقلٌ يُرَدُّ إليه، وكرمٌ ظاهرٌ، ولِينٌ صادقٌ، وثِنتان إذا كانتا في المرأة تريد خِطبتها؛ فلا عليك من نقصٍ بها وعيبٍ: الإيمان بالحياء، والكفر بالنسوية.
فأما حرص الرجل على رضوان الله فنظريٌّ وعمليٌّ؛ النظري: حرصه على معرفة ما لربه من حُكمٍ فيما يترك ويفعل، ولو لم يكن طالب علمٍ؛ بل حسْبه أن يسأل فيما يجهل من يثق بدينه وأمانته، العملي: حرصُه على العمل بما علم ولو على الجُملة؛ فإنه لا يخلو عبدٌ من تفريطٍ؛ غير أن الحريص على الرضوان لا يكاد يعمد إلى العصيان، فإن عمد أو غُلب أسرع بالإياب، وليس الحريص على رضوان ربه الذي لا يعصيه قطُّ؛ لكنه الذي إذا ذُكِّر تذكَّر، فكان لكسر عبوديته من الجابرين.
وأما عقله؛ فإن الإيمان يزيد وينقص، فعسى إن نقص فرُدَّ إلى عقله كان إلى مقتضى الإيمان أقرب؛ وليس بعد ضعف العقل بعد ضعف الإيمان قوةٌ تُرجى.
وأما كرمه؛ فإنه ترجمان إيثاره، وما عَمِرت البيوت بخُلقٍ كالإيثار ولا خَرِبت بخُلقٍ كالأَثَرة، والكرم يستر كل سيئةٍ وإن جلَّت، والبخل يهتك كل سيئةٍ وإن دقَّت.
وأما لِينه؛ فأصرح شواهد سلامته النفسية من الكلاكيع، أن يلين للتي هي أقوم من الشرع أو العُرف إذا بُيِّن له من أوليائكِ أو منكِ؛ هذا عطاءٌ بغير حسابٍ.
وأما إيمان المرأة بالحياء؛ فأن يكون في قلبها عقيدةً، تؤمن به إيمانًا؛ تصديقًا بالقلب، وإقرارًا باللسان، وعملًا بالجوارح؛ لا نُخَالَةَ خجلٍ مصنوعٍ رِئَاءَ الخاطبين.
وأما كفرها بالنسوية؛ فالنسوية اليوم دينٌ ذو عقائد وشرائع وأخلاقٍ، لا يوجد منه شيءٌ في امرأةٍ إلا أعدم مِثلَه من الإسلام، والظافر بكافرةٍ به هو الناكح أنثى.