عن منشور السلفيين والأشاعرة؛ ليس

عن منشور السلفيين والأشاعرة؛ ليس إلا للمُعْتنين بالشأن وكلٌّ على رأسي:

– لم أمْحُ غير تعليقين اشتملا على سبٍّ صريحٍ لي؛ غفر الله لي ولصاحبَيهما وتجاوز عنا أجمعين، ولعل غيرتهما على ما يظُنَّانه حقًّا هي الدافعة لهما على ذلك، ولولا شرف النفس اللائق بآدميتي وإسلامي لم أمْحُهما؛ فإنه يشقُّ على نفسي مَحْوُ تعليقٍ جادت به يمين مسلمٍ في صفحتي إلا في معصية الله.

– أبقيت سائر التعليقات ما لان منها وما غلُظ، مقسمًا بالله أني إلى مخالِفكم أحوج مني إلى موافِقكم، عادةَ المُنَقِّحين الأفكارَ كتبني الله وإياكم فيهم. ذلك.. وإني أُحَرِّج على الأحبة الفظاظة على مخالفٍ مهما فظَّ هو؛ إلا في منكرٍ جَلِيٍّ لا شبهة فيه ولا تأويل، غيرَ متجاوزين فيه مع ذلك مكارم شمائل الإسلام.

– السائلون عن شرك القبور؛ هو “صَرف ما لا يُصرف إلا لله الواحد الأحد؛ من عبادات القلوب أو الجوارح للمقبورين؛ أولياءَ أو غيرَ أولياءٍ”، والمنكرون وجوده إما جهلاء بالتوحيد وإما جهلاء بالواقع وإما جهلاء بهما جميعًا، أو هم من ضالين مضلين يكتمون الحق وهم يعلمون؛ فأولئك عليهم من الله ما يستأهلون.

– المستنبئون عن عِلل السلفيين المنهجية؛ هي دعواهم فقه الدليل، ونبذهم التمذهب، واشتغالهم بكثيرٍ من صور العلوم عن كثيرٍ من حقائقها، وإيثارهم كبارهم المعاصرين على جملة السلف الذين يتبجَّحون بالنسبة إليهم، والتزامهم معيارًا انتقائيًّا في كثيرٍ من اختياراتهم؛ إلا طائفةً منهم تزداد كل يومٍ عددًا.

– الظانون أني أُهَوِّن الخلاف السلفي الأشعري أصولًا فلسفيةً وعقديةً وفروعًا مقاليةً، أو أني جاهلٌ بما يُراد ببعضه من بعضهم؛ هؤلاء لم يقرؤوا كلامي في المسألة كله ولا يلزمهم؛ غيرَ أني أعوذ بجلال الله وجماله أن أنفخ فيه نوعًا أو كمًّا أو كيفًا لأُرضي إخواني السلفيين عني؛ رضوانُ الله أكبر جعلنا الله له أهلًا.

– الذامُّون أخاهم بالعاطفية؛ جنَّب الله الإسلام الذي لا تَنقصه جراحٌ والمسلمين الذين لا يَعُوزُهم تمزقٌ شرَّ حكمتكم، وحفظ علينا عاطفةً نلقاه بها سُعاةً في تطبيب جراح الإسلام بترياق القسط وتطييب أهله بأرائج المرحمة، لا نرى تعارضًا بين إحقاق الحق وبين الإشفاق على الخلق فنرجِّح أحدهما عُورَ البصائر.

– قيل لمحمد بن شمس الدين: تُقايِس بين هؤلاء -وذُكِر له جماعةٌ من السلفيين فيهم محمد سعيد رسلان لعنه الله- وبين الإمام النووي، فكتب بشماله -سخط الله عليها-: “لا يساوي النوويُّ أيًّا منهم”! مِثل هذا يريد مني بعض إخواني الثقة في شيءٍ من أمره؛ فأعِذ اللهم بمَحْض رحمتك عقلي أن يفعل ذا فيَخزى.

– بالعجز أبوء وأُقِرُّ وأعترف للمعتقدين الأشاعرة شرًّا من الطواغيت أو أنهم يُقايَسون بهم في قليلٍ أو كثيرٍ، أنتم الظافرون عليَّ، لا قِبَل لمَكِين جهلي بمتين علمكم ولا طاقة؛ غير أني أستمطر جبار السماوات والأرض على أشياخكم غضبه في الدارين لقاءَ ما علَّموكم ذلك، وأجِرني والمساكين يا ذا الجلال والإكرام.

– أيها المعتقدون التوحيد أقسامًا ثلاثةً وإني منكم؛ توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية؛ الطواغيت ينازعون ربكم -كفرةً فجرةً- أقسام التوحيد كلها، ويحاربونه ورسوله ودينه وأولياءه بأنواع الحروب جميعِها، فأما الأشاعرة وغيرهم من طوائف المسلمين؛ فمؤمنون بالله وله يُقدِّسون.

– ألا ساء يومٌ ليتني متُّ قبله فكنت نسيًا منسيًّا أُعرِّف المسلمين بأعدى أعدائهم؛ فإن من المعضلات شرح الواضحات، وكما قال الطُّوفي -رحمه الله- ذاتَ وجعٍ: “هَدْم المهدوم تعبٌ، وتحصيلٌ للحاصل يورث النَّصَب؛ فإن الأمر على ما قال القائل السابق: فأيُّ طلاقٍ للنساءِ الطوالقِ”. بالله الغوث بَقِيَّتُه أَشفى وأَكفى.

– أرأيت كيف أنكر الله على أصحاب محمدٍ صلَّى عليه ورضي عنهم؛ اختلافهم في المنافقين على رأيين يقول لهم: “فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ”! مع أن الاختلاف فيهم سائغٌ بشريًّا من جهة ظهور إسلامهم في عامة أمرهم. ما عسى الله يقول في المختلفين في رُتبة عداوة الطواغيت وهم المُباهون بالكفر وبه يقاتلون!

– ليس السلفيون والأشاعرة الذين أُقرِّب بينهم -بعلمٍ وعدلٍ- على المتفَق عليه من معاقد الإسلام وقواعده؛ هم المستقوِين بطواغيت العرب كالمداخلة من السلفيين، أو بطواغيت العجم كأكابر مجرمي مؤتمر الشيشان من الأشاعرة؛ بل أعادي هؤلاء وأولئك معاداةً واحدةً، تشابهت الخنازير وإنا من كلٍّ متطهرون.

أضف تعليق