يا حبيبي؛ الخطايا لا تليق بك، السيئات لا تنبغي لك.
لئن لم تجتنب مغاضب الله لأن اجتنابها حقٌّ له؛ فاجتنبها لأن اجتنابها حقٌّ لك.
وقل لمعصيةٍ اقترفتها مغلوبًا: ستظلين أجنبيةً عني.
تدبر مقالات الأنبياء وأتباعهم الأولياء، ثم قل قولهم: ما كان لي عصيان ربي.
محمدٌ صلى الله عليه وسلم: “مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِي”.
عيسى صلى الله عليه وسلم: “مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍَ”.
يوسف صلى الله عليه وسلم: “مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ”.
شعيبٌ -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون به: “وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَا”.
أصحاب محمدٍ صلى الله عليه ورضي عنهم: “مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا”.
المعبودات من دون الله على غير رضاها يوم القيامة: “مَا كَانَ يَنبَغِى لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ”.
الله -جلَّ كبرياؤه- عن أنبيائه جميعًا: “وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ”.
الله -عزَّ ثناؤه- عن رسوله محمدٍ -صلى عليه وسلم- والذين هم به مؤمنون: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوآ أُوْلِي قُرْبَى”.
الله -تقدَّست أسماؤه- عن أصحاب مجتباه صلى عليه ورضي عنهم: “مَا كَانَ لِأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ ٱلْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ”.
الله -تباركت آلاؤه- عن المؤمنين به حقًّا: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً”.
يا هذا؛ مهما حدَّث الشيطانُ نفسَك: أنتِ للآثام أهلٌ؛ فحدِّثها حديث الرحمن نحوَ ما ألهمه أنبياءه وأصفياءه: ما كان لي.. ما ينبغي لي.. ليست السيئات مني مهما قارفت منها.. لم ينشرح لها صدري.. فإن كان فلم يطمئن بها قبلي.. فإن كان فلم يسكن إليها عقلي.. أنا لطاعة ربي وطاعة ربي لي.. لها خُلقتُ ولي شُرعتْ.. لئن بعُدتُ لأقتربن.. ولئن فرَّطتُ لأستدركن.. قد بقي ربي ربًّا.