سرًّا من أسرار قلبي أذيعه لكم؛ قد بتُّ أوثر الموت الجميل لكل من تشتد مودتي له فيعظم حذري عليه! كأنما أريد أن أخبِّئ هذا النوع من الناس في مغاراتٍ عند الله فهو يُحَصِّنهم فيها، هناك حيث لا يستطيع ذو سوءٍ بلاغَهم بسوءٍ، وأنَّى!
لعل أخا إيمانٍ يظن بي جزعًا من قدَرٍ أو يأسًا من فرَجٍ أو وهنًا في يقينٍ ولا حرج عليه؛ لكني بنعمة ربي على قلبي أتحدث -طاعةً لأمره في هذا- فأقول: ما توهمتُ نفسي ساعةً فما دونها في عِداد المبتلَين، كما أعتقد أن الله أولى بهؤلاء الذين أتعشق راحاتهم مني ومن أنفسهم ومن آبائهم وأمهاتهم والعالمين، كما أوقن بأن ما اختار الإله لمن اجتباهم فؤادي أصفياءَ له من كريم ابتلائه؛ خيرٌ لهم في عاجل الأمر وآجله وأبقى؛ لا أمتري في هذا طرفة عينٍ بعزة الله ورحمته.
الشأن أني كلما عاينت في أولئك الخاصة عجزي بنفسي عن دفع الأذى عنهم، وما أحدٌ -في عقيدة هواي وشريعته- أولى بهم في الإنس والجن مني؛ رجوت أن يخلُصوا بالموت الرؤوف إلى الرب الرحيم فيمنع أن يكون هذا فيهم تارةً أخرى.