يا معشر المبتلَين في سبيل الله؛ بهجرةٍ أو سَجنٍ أو إيذاءٍ في عملٍ أو غير ذلك، القابضين على أنواع الجمر غرباءَ بين الناس؛ اصبروا بالله، واصبروا لله، وسَلُوه الصبر مُفْرَغًا على قلوبكم؛ فإنه لا ينفعكم إلا فائضًا مسكوبًا، واسْعَوا مع الصبر لما ترجون من الله حق سعيه؛ فإن الله لا يحابي على سننه ملَكًا مقربًا ولا نبيًّا مرسلًا فكيف بمن دون ذلك! فإذا أشْفَت نفوسكم على الوهن -بغلبة البشرية عليها ولا بد من ذلك كل حينٍ- فقولوا لها: “هذا دينٌ يستحق البلاء في سبيله”.