قال صديقي: لا أرى أكثر الفقراء يُبالون بكورونا مُبالاةً؛ فلمَ يستخفون به؟!
بعض الاستخفاف بكورونا من ظاهر الرضا بالله؛ لكنَّ أكثره من باطن السُّخط على هذه الحياة.
الفيروسات أم المحسوسات! أكثر الناس فقراء، وأكثر الفقراء لا يُحاذِرون على حياتهم من الغيب الذي لا يبصرون؛ أكبرَ من أنواع البؤس التي يُصبحون فيها ويَبيتون، بؤسًا بين كل بؤسٍ وبؤسٍ تُجَرِّعهم إياه الأنظمة الوحشية؛ حتى لم يَعد شبح الموت لديهم -كما سلف- أعظمَ باعثٍ لاستبقاء الحياة.
هم ليسوا راغبين في الموت؛ لكنهم ليسوا راهبين منه، إن الموت ليس أجنبيًّا عنهم كما كان أيام حب الحياة، يعرفون وجهه الدميم منذ عرفوا أسبابه وعرفتهم، إنهم أولى الناس بقول الرافعي يرحمه الله: “يموت الحي شيئًا فشيئًا، وحين لا يبقى فيه ما يموت؛ يقال: مات”؛ فأنَّى يُبالون به يا صديقي!