يا حبيبي؛ إنما التوبة إلى

يا حبيبي؛ إنما التوبة إلى الله لأنه ربٌّ وأنت عبدٌ؛ هو ربٌّ مستحقٌ -بجماله وجلاله وكماله- لتوبتك من طاعةٍ تركتها أو معصيةٍ اقترفتها، وأنت عبدٌ لا ينبغي لك -ظلومًا جهولًا مفتقرًا- إلا المتابُ على كل أحوالك وجميع أحيانك؛ وليست التوبة لجَلْب نفعٍ أو دَفْع ضُرٍّ من أمور نفسك ومعاشك، وإن كان من آثار التوبة حُصولُ ما وعد الرحمن به عليها من جَلْب منافع النفس والمعاش ودَفْع مضارِّهما وغير ذلك من الرحمات والبركات؛ لكنْ إذا تنازعت نِيَّتان فأَولاهما أُولاههما، والتعبد لله باسمه “الأوَّل” موجبٌ أن يكون هو المقصودَ الأوَّل في الإنابة؛ طُوبى لمن جرَّد توبته فاهتدى، وبالله لا بغيره فيها ابتدا.

يا توَّاب لا توَّاب سواك؛ عرِّفنا بنفسك وما ينبغي لها، وبنفوسنا وما يليق بها، وقنا غَشَيان مغاضبك باطنةً وظاهرةً، وتب علينا -كلما شردنا- لنتوب، واقبل منا توباتنا على عَلَّاتها؛ لا إله إلا أنت.

أضف تعليق