لا إله إلا الله الملك..

لا إله إلا الله الملك.. به الحَوْل وله الشكوى وفيه الرجاء.

كم هو وَجِعٌ قلبي -الساعة- على ديني وأمتي.. ونفسي وإخوتي!

لا بشرى نورٍ وتمكينٍ لهذه الأمة المسكينة -صانها الله مرحومةً وزانها- ولا مخرج لها من ظلمةٍ وهزيمةٍ؛ ما بقي أبناؤها -في جُملة دواهيها- يقارنون -حَيرةً وتِيهًا- بين التفريط والغلو.. أيهما أشنع وأبشع؟!

مخازي تفريطٍ.. ضيعت دين المسلمين ودنياهم -برذائل المهانات وقبائح الخيانات- قديمًا، وهاهي تفعل -لا يسر الله أسبابها- حديثًا.

وغلوٍّ قبيحٍ.. ما تدسَّس -بمضايقه ومخانقه ومشانقه- إلى بناء جهادٍ -مهما بلغ في قصده نقاءً.. وفي خَطوه جَلاءً- إلا دمره تدميرًا، وكانت آثاره على الإسلام وأهله -من بعده- أفتك وأنكى.

ألا قتَّل الله أصولهما في نفوسنا تقتيلًا، وهدى حيارى أهليهما سبيلًا.

واسق رباه ظمأ أمة حبيبك -من بين فرث هذا ودم ذاك- رَواءً سلسبيلًا.

آخر ما أقوله عن الدولة

آخر ما أقوله عن الدولة وخصومها.. حتى جديدٍ نعوذ بالله منه:

– من لم ير غلوَّ الدولة العظيمَ المُركَّبَ؛ فيما هو قطعيُّ الثبوت إليها؛ فأنَّى؟!

– من لم ير مخازيَ أكثرِ خصومِهم؛ وإنها لتَقُوتُ الغلوَّ؛ فأنَّى؟!

ألا إن بالشام جهادًا مقاربًا من طوائف، وفيه طوامٌّ، وفيه غلوٌّ، وفيه محتمِلٌ.

علَّق أخٌ كريمٌ غالٍ على

علَّق أخٌ كريمٌ غالٍ على منشوري هذا الذي كتبته بالأمس:

كنت تحس في مجادلة الإخوان زمان.. إن مفيش مسألة مجمع عليها!
النهارده في مجادلة أنصار الدولة.. تحس إن مفيش مسألة مختلف فيها!
المجمعُ عليه مجمعٌ عليه، والمختلفُ فيه مختلفٌ فيه؛ وإن شُغِّبَ وشُوِّشَ.

علَّق بهذا التعليق.. سدده الله ويمينَه، وأعز بالحق جبينَه:

عهدنا فيك الصدق والتجرد والإنصاف كما نحسبك والله حسيبك .. فهل جادلت وتحدثت مع كل أنصار الدولة فأجمعت أن كل الأنصار كما ذكرت !!!

فكتبت له هذا.. لكن محا تعليقه لطفًا منه أعرفه؛ فلم يره:

الحكم أغلبيٌّ حبيبي، وما شارطت الله عليه -من قديمٍ- ألا أخوض في الأفراد والجماعات؛ إلا فيما رأت عيني أو سمعت أذني؛ ولأجله لم أتكلم قطُّ -لا على الأرض ولا هنا- في شيءٍ مما وقع بين الناس هناك في معاركهم، بل حكمي -هاهنا- مبنيٌّ على ما في البيانات الرسمية بأنواعها، ومن لم ير فيها غلوًّا كليًّا منهجيًّا مركبًّا؛ فعسيرٌ الاختلاف معه حقًّا، لا لشيءٍ إلا أنه يُبين باعتراضه -حينئذٍ- عن أصولٍ لديه يُخالَف فيها مخالفةً عظيمةً، ومناقشة الأصول لا تكون هاهنا.. إلا لَمامًا، هذا.. وعامة من لقيت منهم وهاهنا كذلك، رأى الله وسمع ما عانيت منهم بنفسي وما قاسيت؛ على أنني أترفق معهم، ذلك.. ولا تجدْ عليَّ في نفسك -أخاه الطيب- شيئًا وإن خالفتك وخالفتني؛ جمع الله بيننا على دينه الواسع حتى نلقاه عليه ونبعث في أهله. أخوك يا اخوي.

أعرفه.. كما يعرفه غيري.. وهو

أعرفه.. كما يعرفه غيري.. وهو ممن يتابَعون هنا:

كان لا يحسن غير التبرير للإخوان صنيعًا؛ اليوم يكفرهم جميعًا.

لا عجب! كثيرٌ ممن هرب من أُولاءِ؛ فرَّ إلى أولئك.

وسنة الهارب ذهولُه عما يهرع إليه؛ فرَقًا من هَوْلِ ما بين يديه.

اسقنا ربنا -من بين فرث التفريط ودم الغلو- هنيئًا.

وأفرغ علينا من مُبين نورك -مُوالفين ومُخالفين- ما يبصِّرنا هداك.

ابن القيم يرحمه الله: العبد

ابن القيم يرحمه الله:

العبد دائمًا متقلبٌ بين أحكام الأوامر وأحكام النوازل؛ فهو محتاجٌ بل مضطرٌّ إلى العون عند الأوامر، وإلى اللطف عند النوازل. وعلى قدر قيامه بالأوامر؛ يحصل له من اللطف عند النوازل.